ليلة ساجدا حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه وأكلت الأرض جبينه يقول في سجوده: زل داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب، رب! إن لم ترحم ضعف داود وتغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثا في الخلوف من بعده، فجاءه جبريل بعد أربعين ليلة فقال له: يا داود! قد غفر الله لك الهم الذي هممت، قال داود: قد علمت أن الله قادر أن يغفر لي الهم الذي هممت به وقد علمت أن الله عدل لا يميل فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة؟ فقال: يا رب! دمي الذي عند داود! فقال له جبريل: ما سألت ربي عن ذلك ولئن شئت لأفعلن، قال: نعم، فعرج جبريل فسجد داود فمكث ما شاء الله، ثم نزل فقال: سألت الله يا داود عن الذي أرسلتني إليه فيه فقال: قل لداود: إن الله يجمعكم يوم القيامة فيقول: هب لي دمك الذي عند داود، فيقول: هو لك يا رب! فيقول: فإن لك في الجنة ما اشتهيت وما شئت عوضا". "كر".