أتبع يا ابن عباس! أتبع يا ابن عباس! يعني أسند، فالتفت فإذا عمر بن الخطاب فقلت: أتبعك على أبي بن كعب، فقال لمولى له: اذهب معه إلى أبي فقل له: أنت أقرأته هذه الآية؟ فانطلقنا إلى أبي فأنا لببابه إذ جاء عمر فاستأذن له فدخلنا على أبي وجاء زيد يدري رأسه بمدرى١ فطرح لعمر وسادة من أدم فجلس عليها وأبي مقبل بوجهه على حائط وظهره إلى عمر، قال فالتفت إلينا عمر وقال: ما يرانا هذا شيئا! ثم أقبل أبي عليه بوجهه وقال: مرحبا يا أمير المؤمنين! أزائرا جئت أو طالب حاجة؟ قال: لا بل طالب حاجة، علام تقنط الناس يا أبى؟ قال: وكأنها آية فيها شدة فقال أبي: إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل وهو رطب، قال فصفق عمر وقام وهو يقول: بالله ما أنت بمنته وما أنا بصابر! والله ما أنت بمنته وما أنا بصابر. "كر".
٣٦٧٧٨- "مسند أبي" عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
١ يدري رأسه بمدرى: ومنه حديث أبي: "إن جارية له كانت تدرى برأسه بمدراها" أي تسرجه. يقال: ادرت المرأة تدري ادراء إذا سرحت شعرها به، وأصلها تدتري، تفتعل، من استعمال المدرى، فأدغمت التاء في الدال. ٢/١١٦ النهاية. ب