لأظنك الذي يخرج بتهامة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإني محمد رسول الله، قال: أشهد أنك لصادق، وإني قد آمنت بك، فلما انصرفوا من الشام رجع خزيمة إلى بلاده وقال: يا رسول الله! إذا سمعت بخروجك أتيتك، فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان يوم فتح مكة أقبل خزيمة حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نظر إليه: مرحبا بالمهاجر الأول! قال خزيمة: أما والله يا رسول الله! لقد أتيتك عدد أصابعي هذه فما نهنهني عنك إلا أن أكون مجدا في إعلانك غير منكر لرسالتك ولا مخالف لدعوتك، آمنت بالقرآن وكفرت بالأوثان، وأتيتك يا رسول الله غير مبدل لقولي ولا ناكث لبيعتي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يعرض على عبده في كل يوم نصيحة فإن هو قبلها سعد وإن تركها شقي، فإن الله باسط يده لمسيء النهار ليتوب، فإن تاب تاب الله عليه، وإن الحق ثقيل كثقله يوم القيامة، وإن الباطل خفيف كخفته يوم القيامة، وإن الجنة محظور عليها بالمكاره، وإن النار محظور عليها بالشهوات، أنعم صباحا تربت يداك! قال خزيمة: يا رسول الله! أخبرني عن ظلمة الليل وضوء النهار وحر الماء في الشتاء وبرده في الصيف ومخرج السحاب، وعن قرار ماء