ويحكم! إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزل الله عليه، قالوا: وما ذلك؟ فتلوت هذه الآية {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} إلى قوله: {ذَلِكُمْ فِسْقٌ} فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون علي، فقلت لهم: ويحكم! اسقوني شربة من ماء، فإني شديد العطش وعلي عباءة، قالوا: لا ولكن ندعك حتى تموت عطشان، فاعتصمت فضربت برأسي في العباءة ونمت في الرمضاء في حر شديد، فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس شرابا ألذ منه، فأمكنني منها فشربتها، فحين فرغت من شرابي استيقظت، فلا والله! ما عطشت ولا غرثت١ بعد تلك الشربة. "كر".
٣٧٥٦٧- عن أبي أمامة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم قال: يا أبا أمامة! إن من المؤمنين من يلين له قلبي. "كر".
١ غرثت: ومنه حديث أبي خثمة عند عمر يذم الزبيب "إن أكلته غرثت" وفي رواية "وإن أتركه أغرث" أي أجوع، يعني أنه لا يعصم من الجوع عصمة التمر. النهاية ٣/٣٥٣. ب