وأمّا (النخيل) فقد ضبطها ياقوت بضمّ النون وفتح الخاء مصغرا، ولم يبيّن مستنده. وأمّا ابن ظهيرة فقد جعلها بإسم الشجر المعروف، وقال: لعلّه أراد بالنخيل بساتين ابن عامر التي كانت في جهة عرنة، لأنّه كان بها نخيل فيما مضى. أه.وضبط ياقوت لهذه اللفظة بالتصغير يشعر أنّه اسم لموضع وليس هو موضع لشجر النخيل، وبساتين ابن عامر فيها بعد عن هذا الجبل والله أعلم. وقد جعل بعض الفضلاء ثبير الأعرج اسما لجبل حراء، وفي ذلك نظر لدقّة تحديد الفاكهي والأزرقي لموضع هذا الجبل الذي أسميناه جبل الطارقي وهو الجبل العالي الذي يكون على يسار القادم إلى مكة من طريق السيل إذا دخل أرض الصفاح واقترب من أنصاب الحرم، ويشرف اليوم على حيّ الشرائع السفلى. ولا زال يطلق على أحد شعابه التي تسيل منه شمالا على أراضي ذوي الدخل المحدود اسم (شعب الأعرج). (٢) يعرف ثقبة اليوم ب (الغسّالة) وفي هذا الشعب قام حيّ واسع من أحياء مكة، وقد غمره العمران سفلا وعلوا. ولا زال السدّ الذي أقامه خالد القسري قائما في هذا الشعب إلى اليوم، ولكن هدم من وسطه مقدار ثلاثين مترا لفتح شارع عريض يربط هذا الحيّ بأحياء مكة الأخرى، وهذا السدّ يقع في مدخل حيّ الغسّالة، وبني بقربه مسجد حديث يقال له (مسجد السديري) على يمين الداخل إلى هذا لحيّ. وأعلى من هذا السدّ سدّ آخر أقلّ منه إحكاما وأقصر منه طولا، على يسار الصاعد في هذا الشعب، وهذا بني متأخرا عن سدّ القسري بكثير، ولكن هذا السدّ كاد أن يدفن تماما ولم يبق ما-