للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شعبة، عن أبي إسحق، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال: إنّ أهل الجاهلية كانوا يقولون لثبير هذا إذا أرادوا أن يدفعوا من المزدلفة: أشرق ثبير، كيما نغير، فلا يدفعوا حتى يروا الشمس عليه، فخالفهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم فدفع قبل طلوع الشمس.

وثبير الأعرج: المشرف على حقّ الطارقيّين، بين المغمّس والنخيل (١).

الثقبة: التي تصبّ [من] ثبير غيناء (٢).وهو الفجّ الذي فيه قصر الفضل بن الربيع، إلى طريق العراق إلى بيوت آل جريج.


(١) يظهر من تحديد الفاكهي والأزرقي لهذا الجبل أنّه الجبل المسمّى اليوم (جبل الطارقي) وهو أشمخ الجبال الواقعة بين المغمّس والنخيل. والمغمّس، هو: السهل الفسيح الواسع الذي يبدأ من أرض الصفاح والشرائع العليا (حنين) إلى سهل عرفات، بل إنّ سهل عرفات كلّه ما هو إلاّ امتداد لأرض المغمّس. ويقع في وسط‍ أرض المغمّس وادي عرنة. وشقّ الآن طريق مزفّت يصل بين عرفات وبين طريق الطائف على السيل، طوله حوالى (١٥) كم إذا سلكته تكون قد توسطت أرض المغمّس.
وأمّا (النخيل) فقد ضبطها ياقوت بضمّ النون وفتح الخاء مصغرا، ولم يبيّن مستنده. وأمّا ابن ظهيرة فقد جعلها بإسم الشجر المعروف، وقال: لعلّه أراد بالنخيل بساتين ابن عامر التي كانت في جهة عرنة، لأنّه كان بها نخيل فيما مضى. أه‍.وضبط‍ ياقوت لهذه اللفظة بالتصغير يشعر أنّه اسم لموضع وليس هو موضع لشجر النخيل، وبساتين ابن عامر فيها بعد عن هذا الجبل والله أعلم. وقد جعل بعض الفضلاء ثبير الأعرج اسما لجبل حراء، وفي ذلك نظر لدقّة تحديد الفاكهي والأزرقي لموضع هذا الجبل الذي أسميناه جبل الطارقي وهو الجبل العالي الذي يكون على يسار القادم إلى مكة من طريق السيل إذا دخل أرض الصفاح واقترب من أنصاب الحرم، ويشرف اليوم على حيّ الشرائع السفلى. ولا زال يطلق على أحد شعابه التي تسيل منه شمالا على أراضي ذوي الدخل المحدود اسم (شعب الأعرج).
(٢) يعرف ثقبة اليوم ب‍ (الغسّالة) وفي هذا الشعب قام حيّ واسع من أحياء مكة، وقد غمره العمران سفلا وعلوا. ولا زال السدّ الذي أقامه خالد القسري قائما في هذا الشعب إلى اليوم، ولكن هدم من وسطه مقدار ثلاثين مترا لفتح شارع عريض يربط‍ هذا الحيّ بأحياء مكة الأخرى، وهذا السدّ يقع في مدخل حيّ الغسّالة، وبني بقربه مسجد حديث يقال له (مسجد السديري) على يمين الداخل إلى هذا لحيّ. وأعلى من هذا السدّ سدّ آخر أقلّ منه إحكاما وأقصر منه طولا، على يسار الصاعد في هذا الشعب، وهذا بني متأخرا عن سدّ القسري بكثير، ولكن هذا السدّ كاد أن يدفن تماما ولم يبق ما-

<<  <  ج: ص:  >  >>