(٢) سورة الأعراف (١٦). (٣) إنّ تقسيم الفاكهي لأرض الحرم إلى أربعة أرباع، ذاكرا مواضع كل ربع بالتسلسل، ابتداء بالمسجد الحرام، وانتهاء بحدود الحرم من تلك الناحية، سهّل علينا معرفة كثير من المواضع وتسميتها بأسمائها الحاضرة، أي سهّل علينا مسألة ربط الماضي بالحاضر، لأن غالبها لم يتغيّر خاصة الجبال والوديان والشعاب، والثنايا، او الآبار وما إلى ذلك. وأفادنا في اكتشاف كثير من الأوهام التي وقع فيها بعض الفضلاء من القدامى والعصريّين الذين لهم اهتمام بتاريخ مكة ومواضعها، وإذا أردنا أن نتعرّف على المواضع المذكورة في كل ربع من أرباع مكة، فما علينا إلاّ أن نمسك الخيط من رأسه، ثم نساير الفاكهي فيما يذكر ويصف ويحدّد، لنربط بين القديم والجديد، ونتجنّب الوهم قدر الإمكان، والله الموفّق. (٤) فاضح: يمثّل الرأس الجنوبي لحيّ القشاشية، ويمكن تحديد موضعه الآن بأنّه من فوّهة أول أنفاق المشاة التي تربط اليوم بين الصفا وبين أجياد الصغير، إلى مدخل موقف السيارات المقام على فوّهة شعب علي. وقد سهّل فيه طريق للخارج من الصفا يريد شارع الصفا وشعب علي، وصار رأسه طريقا يتّصل بالجسر الآتي من جهة أجياد، وموضعه الأسفل صار ميدانا من ميادين الحرم لكثرة ما ضرب فيه ونحت منه.