١٧ - روى الفاكهي بسنده من طريق الواقدي، عن أبي جهم بن حذيفة، قال: وفيه نظر اسماعيل إلى بنت مضاض بن عمرو فأعجبته فخطبها من أبيها فتزوّجها، فجاء ابراهيم زائرا لاسماعيل، فجاء إلى بيت اسماعيل فسلّم عليه فقال: السلام عليكم يا أهل البيت، ورحمة الله، فقامت إليه المرأة فردّت إليه ورحبت به، فقال: كيف عيشكم ولبنكم وماشيتكم؟ قالت: خير عيش، نحمد الله، ونحن في لبن كثير، ولحم كثير، وماء وبلّ وصيب، قال: هل من حبّ؟ قالت: يكون-إن شاء الله-ونحن في نعم، قال:
بارك الله لكم-قال أبو جهم: فكان أبي يقول ليس أحد يخلو على اللحم والماء بغير مكة إلاّ اشتكى بطنه، ولعمري لو وجد عندها حبّا لدعى فيه بالبركة، وكانت أرض زرع-قال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم واللبن.
قال: فما شرابكم؟ قالت: اللبن والماء، قال: بارك الله لكم في طعامكم، أو قال: في طعام وشراب، قالت: انزل رحمك الله فاطعم واشرب قال: إنّي لا أستطيع النزول. انتهى باختصار. ثم قال بعد غسلها لرأسه وهو راكب: فلما فرغت قال لها: إذا جاء اسماعيل قولي له: اثبت عتبة بيتك، فإنها صلاح المنزل (١).