زخرفها وزيّنها، فنقض عمل عبد الملك، وعمله عملا محكما، وهو أول من نقل إليه أساطين الرخام، فعمله بطاق واحد بأساطين الرخام، وسقّفه بالساج المزخرف، وجعل على رؤوس الأساطين الذهب على صفائح شبه من صفر، في كل اسطوانة ثلاثة وثلاثون مثقالا، وأزّر المسجد بالرخام من داخله، وجعل في وجوه الطيقان في أعلاها الفسيفساء، وهو أول من عمله في المسجد الحرام، فكانت هذه عمارة الوليد بن عبد الملك في خلافته (١).
/ ذكر
عمل أبي جعفر المنصور في المسجد الحرام
وعمارته إياه في الزيادة الأولى
وذكر بعض المكيّين عن أشياخه: أنّ أمير المؤمنين أبا جعفر كتب إلى زياد ابن عبيد الله الحارثي، وهو واليه على مكة، في عمارة المسجد الحرام، فعمره فكان من عمارته إيّاه أن زاد في شقه الشامي الذي فيه دار العجلة، ودار الندوة، وفي أسفله، ولم يزد في أعلاه ولا في شقه الذي يلي الوادي.
قال: فاشترى من الناس دورهم اللاصقة بالمسجد من أسفله حتى وضعه على منتهاه اليوم.
قال: وكانت زاوية المسجد التي تلي أجياد الكبير عند باب بني جمح، عند الأحجار النادرة من جدر المسجد الذي عنده بيت زيت قناديل المسجد، عند منتهى آخر آساطين الرخام من أول الاساطين المبيضة، فذهب به في العراض على المطمار حتى انتهى به إلى المنارة التي في ركن المسجد الذي عند
(١) الأزرقي ٧١/ ٢ - ٧٢.والفاسي في شفاء الغرام ٢٢٥/ ١ نقلا عن الأزرقي.