الصفا والمروة، وأبو سفيان بن حرب، وعتاب بن أسيد، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو مختبئون في الحجر، فرقي بلال على ظهر الكعبة فأذن بالصلاة ففزع الصبيان، وخرج النساء، وسمعوا شيئا هالهم. فقال صفوان بن أمية: لو أنّ لهذا العبد أحدا. وقال عتاب بن أسيد: الحمد لله الذي أكرم أسيدا أن لا يرى هذا اليوم-ومات أسيد قبل ذلك بيسير-قال: وقال سهيل بن عمرو:
إن كان هذا لغير الله فسيغير، وإن كان من الله ليمضينه. قال: وقال أبو سفيان: لا أقول شيئا، لو تكلمت لظننت هذا الحصى ستخبر عني. قال:
فأوحى الله-تعالى-إلى نبيّه صلّى الله عليه وسلم بقولهم، وهو على الصفا يدعو، فقال صلّى الله عليه وسلم: علي بالرهط فلانا، وفلانا وفلانا، وهم في الحجر، قال ذلك لرجل من الأنصار، فقال الأنصاري: أنا لا أعرفهم يا رسول الله، فابعث معنا من يعرفهم من المهاجرين، فأتى بهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأبو سفيان يذكر العهد الذي كان له، ويخاف العذاب. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لصفوان: قلت كذا وكذا، للكلام الذي قاله، وقال لعتاب: قلت كذا وكذا، وقلت يا سهيل بن عمرو: كذا وكذا، وقلت يا أبا سفيان كذا وكذا، قال: فعرفهم بالذي قالوا. فحسن إسلام عتاب بن أسيد، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، وفزع أبو سفيان، وكاد أن يقع، فقال أبو سفيان: أما أنا فأسلمت يومئذ، فحسن إسلامه (١).
ذكر
ما قيل من الشعر في تكسير النبي صلّى الله عليه وسلم للأصنام*
١٨٧ - وقال فضالة بن عمير بن الملوح الليثي يذكر كسر الأصنام يومئذ: