للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسقي الله لها، وإخراج جبريل لهما الماء في موضع زمزم وغير ذلك. وفيه قال:

قال: ويقبل غلامان من العماليق يريدان بعيرين لهما قد أخطآه، وقد عطشا، وأهلهما بعرفة، فنظرا إلى طير يهوي قبل الكعبة فاستنكرا ذلك، وقالا: أنّى يكون هذا الطير على غير ماء؟ قال أحدهما لصاحبه: كما ترى هذا الطير يذهب إلى غير ماء؟ قال الآخر: فأمهل حتى نبرد ثم نسلك في مهوى أو مهد الطير، فأبردا ثم نزحا، فإذا الطير يرد ويصدر، فاتبعا الواردة منها حتى وقعا على أبي قبيس، فنظرا إلى الماء وإلى العريش، فنزلا وكلما هاجر وسألاها متى نزلت؟ فأخبرتهما، وقالا: لمن هذا الماء؟ فقالت: لي، ولابني. فقالا:

ومن حفره؟ فقالت: سقيا الله، فعرفا أنّ أحدا لا يقدر على أن يحفر هنالك ماء، وعهدهما بما هنالك قريب وليس به ماء. فرجعا إلى أهلهما من ليلتهما وأخبراهم، فتحوّلوا حتى نزلوا معها على الماء. وأنست بهم ومعهم الذريّة، ونشأ اسماعيل مع ولدانهم، وكان ابراهيم يزور هاجر كل شهر على البراق يغدو غدوة فيأتي مكة ثم يرجع فيقيل في منزله بالشام. ونظر من هنالك من العماليق وإلى كثرتهم وعمارة الماء فسرّ بذلك (١).

ذكر

حفر زمزم وعلاجها

٥ - حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي، قال: حدّثنا سعيد بن سالم، قال: حدّثنا عثمان بن ساج، قال: بلغنا في الحديث المأثور عن وهب ابن منبّه، قال: كان بطن مكة ليس فيه ماء، وليس لأحد فيه قرار، حتى أنبط‍


(١) شفاء الغرام ٥/ ٢ - ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>