للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذا وكذا. قال: فسبّني. فسببته. فقال: ما مثله إلا مثل موسى حين خرج فارّا من آل فرعون. قال: ثم صدرت، فذهبت إلى ماء يقال له تعشار (١).

وقال ابن أبي عمرو [وليت احفظ لغسان] (٢) فنزلت عليه، وكانت العير ينزلون بذلك الماء، فإذا نزلت استقبلهم الناس، فسألوهم عن الخبر، فرأيت عيرا نزلت فناديتهم، قلت: ما فعل الحسين بن علي؟ قالوا: قتل. قلت:

فعل الله بعبد الله بن عمرو، وفعل.

ذكر

فرش الطواف بأي شيء هو

قال بعض المكيين: إنّ عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما-لما بنى الكعبة وفرغ من بنائها وخلّقها وطلاها بالمسك [وفرش] (٣) أرضها من داخلها، بقيت من الحجارة بقية ففرش بها حول الطواف كما يدور البيت نحوا من عشرة أذرع، وذلك الفرش باد إلى اليوم إذا جاء الحاج في الموسم جعل على تلك الحجارة رمل من رمل الكثيب الذي بأسفل مكة يدعى: كثيب الرمضة (٤)، وذلك أنّ الحجبة يشترون له مدرا ورملا كثيرا، فيجعل في الطواف، ويجعل الرمل فوقه، ويرش بالماء حتى يتلبد، ويؤخذ بقية ذلك الرمل فيجعل في زاوية المسجد التي تلي باب بني سهم، فإذا خف ذلك الرمل والمدر أعادوه عليه، ورشوا عليه الماء حتى يأتطي ويتلبّد، فيطوف الناس عليه، فيكون ألين على أقدامهم في الطواف، فإذا كان الصيف، وحمى ذلك الرمل من شدة الحر، فيؤمر غلمان زمزم، وغلمان الكعبة أن يستقوا من ماء زمزم في قرب، ثم يحملونها


(١) تعشار-بالكسر ثم السكون-موضع بالدهناء، وهو ماء بني ضبّة. معجم البلدان ٣٤/ ٢.
(٢) كذا في الأصل، ولعلّها (وكنت أحفظ لسفيان).
(٣) في الأصل (وفرض).
(٤) سوف يأتي التعريف به.

<<  <  ج: ص:  >  >>