للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي سقر يقول بعض الشعراء:

أبصرت وجها كالقمر ... بين حراء وسقر

وفيه حقّ لآل زرارة موالي القارّة، حلفاء بني زهرة.

وحقّ الزراوزيّين منه بين [العير] (١) وسقر، إلى ظهر شعب آل الأخنس (٢) بن شريق، يقال له اليوم: شعب الزراوزيين. ويقال له أيضا:

شعب الأزارقة وذلك أن نجدة بن عامر الحروري عسكر فيه عام حجّ. ويقال له: شعب العيشوم، نباتا فيه.

والأخنس بن شريق حليف لبني زهرة، واسم الأخنس: أبيّ، وإنّما سمّي الأخنس، أنه خنس ببني زهرة، فلم يشهدوا بدرا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وفي الأخنس فيما يقال-والله أعلم-نزلت {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} (٣).

وذلك الشعب الذي يخرج منه إلى أذاخر، بينه وبين فخّ. ويقال: إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح من أذاخر حتى خرج على بئر ميمون ثم انحدر في الوادي (٤).

وفي أذاخر يقول القائل:

وتذكرت من أذاخر رسما ... كدت أقضي لذكر ذاك حمامي


(١) هي العيرة الشامية، أو (العير).وكانت في الأصل (العيرة).
(٢) شعب آل الأخنس هو ما يسمّى اليوم (الخانسة) أو (الخنساء) وهو حي معمور مزدحم من أحياء مكة. وهذا الشعب زفّت فيه شارع يربط‍ بين شارع الحج (خريق العشر) وبين شارع الأبطح. واسم (الخانسة) أو (الخنساء) إنما هو تحريف للفظة (الأخنس).وقد وهم الأستاذ البلادي في معالم الحجاز ٥٧/ ٥ في جعل هذا الشعب هو شعب أذاخر الذي يسيل على فخ، والذي فيه مجزرة مكة. والأمر واضح لو لم يعجل الأستاذ البلادي في توجيه كلام الأزرقي توجيها بعيدا.
(٣) ذكره السيوطي في الدر المنثور ٣٩٢/ ٦ وعزاه لابن أبي حاتم، عن السدّي.
(٤) الأزرقي ٢٨٨/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>