رواه مسلم ١٨٧/ ١٢،وأبو داود ٨١/ ٣ - ٨٢،والترمذي ١٥٠/ ١٢،وابن جرير ٩٤/ ٢٦،والبيهقي في الدلائل ١٤١/ ٤ كلهم من طريق: ثابت البناني، عن أنس. وذكره السيوطي في الدر ٧٥/ ٦ وزاد نسبته لابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن المنذر. تسيل إلى الشمال على حائط ثرير (سابقا) -ويقال له اليوم: السنوسية، وتسيل كذلك جنوبا على شعب عبد الله بن خالد، فسيلها جنوبا حرم، وسيلها على السنوسية حل، ولا تكاد ترى اليوم أنصاب الحرم على هذه الثنية، لأن هذا الطريق قد هجر، ويذهب اليوم إلى الجعرانة على طريق الطائف الذاهب إلى ثنية خلّ، وبعد ثنية خل بقليل يلتقي طريق الجعرانة بطريق الطائف الجديد. وهذا المبحث ذكره الأزرقي ١٣٠/ ٢ - ١٣١.وكلاهما أهمل هنا طريقا آخر يدخل إلى مكة من الشمال، وهو الطريق الغربي القادم من المدينة، ووادي فاطمة، وهو من مداخل مكة التي كانت معروفة. وأنصاب الحرم في هذه الجهة على (ثنية ذات الحنظل) التي يسمّيها معظم الناس اليوم (رحا).وأنصاب الحرم لا زالت آثارها قائمة على رأس هذه الثنية، وقد سبق وصفنا لها. هذا وان لحدود الحرم مواضع سمّاها الفاكهي عند ذكره لأسماء المواضع التي اشتمل عليها الحرم بشقّيه الشامي واليماني، وهذه المواضع منها ما هو جبال ومنها ما هو ثنايا، ومنها ما هو ردهات، وغير ذلك، فجمعت هذه الأسماء، وسألت عنها أهل الخبرة، ووقفت على أعيانها، ورأيت عليها آثار أنصاب الحرم، ثم رأيت بعض القرارات الصادرة بشأن تحديد الحرم، وقد شاركت بعض اللجان أيضا في الوقوف على تلك الأعيان، مما تجمع عندي بسبب ذلك كله مادة غنية لكتابة بحث موسّع عن حدود الحرم المكي الشريف، وذكر أسماء مواضع الأنصاب، بأسمائها القديمة وأسمائها الحديثة، حيث جاء -ولله الحمد-كتابا فريدا في بابه سوف يصدر قريبا-إن شاء الله تعالى-. (١) سورة الفتح (٢٤).