/وقد زعم بعض أهل مكة أنهم كانوا فيما مضى إذا بلغت الجارية ما تبلغ النساء ألبسها أهلها أحسن ما يقدرون عليه من الثياب، وجعلوا عليها حليا إن كان لهم، ثم ادخلوها المسجد الحرام مكشوفة الوجه بارزته، حتى تطوف بالبيت، والناس ينظرون إليها ويبدونها أبصارهم، فيقولون: من هذه؟ فيقال: فلانة بنت فلان، إن كانت حرة، ومولدة آل فلان إن كانت مولدة، قد بلغت أن تخدّر، وقد أراد أهلها أن يخدرونها، وكان الناس إذ ذاك أهل دين وأمانة، ليسوا على ما هم عليه من المذاهب المكروهة، فإذا قضت طوافها خرجت كذلك ينظر الناس إليها لكي يرغب في نكاحها ان كانت حرة، وشرائها ان كانت مولدة مملوكة، فإذا صارت إلى منزلها خدّرت في خدرها، فلم يرها أحد حتى تخرج إلى زوجها، وكذلك كانوا في الجواري الاماء يفعلون، يلبسونها ثيابها وحليها، ويطوفون بها مسفرة حول البيت ليشهروا أمرها، ويرغّبوا الناس في شرائها، فيأتي الناس فينظرون ويشترون.
٦٤٧ - حدّثني أبو بشر-بكر بن خلف-،قال: ثنا روح بن عبادة.
٦٤٨ - وحدّثنا محمد بن زنبور، قال: ثنا عيسى بن يونس-جميعا-عن الأوزاعي، قال: سألت عطاء. وقال عيسى: سئل عطاء: عن النظر إلى الجواري اللائي يطاف بهن من حول البيت للبيع، فكره ذلك إلا لمن أراد أن يشتري.