للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فحدّثني-قال: ثنا قريش بن أنس، قال: ثنا ابن عون، عن نافع، قال:

إنّ رجلا مات فأوصى إلى ابن عمر-رضي الله عنهما-فجاءه رجل فادّعى عليه مالا، فقال: يا نافع خذ بيده فانطلق فاستحلفه بين الركن والمقام ثم أعطه، فقال الرجل: يا أبا عبد الرحمن كأنك تحبّ أن تسمع في أن الذي يراني ثم يراني (١) ها هنا، فقال: استحلفه وأعطه.

وذكر بعض أهل مكة عن أشياخهم أنّ المهدي أمير المؤمنين حجّ في سنة ستين ومائة، فنزل دار الندوة، فجاءه عبيد الله بن عثمان بن ابراهيم الحجبي بمقام خليل الرحمن-صلّى الله على نبيّنا محمد وعليه وسلّم-في ساعة خالية نصف النهار مشتمل عليه، فقال للحاجب: ائذن لي على أمير المؤمنين، فإن معي شيئا لم يدخل به على أحد قبله، وهو يسرّ أمير المؤمنين، فأدخله عليه، فتكشّف عن المقام، فسرّ به المهدي، وتمسّح به، وسكب فيه ماء ثم شربه، وقال له: أخرج فارسل إلى بعض أهله فشربوا فيه، وتمسّحوا به ثم أدخله فاحتمله وردّه إلى مكانه، فأمر له بجوائز عظيمة، واقطعه خيفا بنخلة (٢) -من أعراض مكة يقال له: ذات القوبع (٣) -فباعه من منيرة-مولاة المهدي -بعد ذلك بسبعة آلاف دينار (٤).

ثم رفع الحجبة بعد ذلك إلى أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله-تعالى- في سنة احدى واربعين ومائتين أن الكرسي المنصوب المقعد فيه المقام ملبس صفائح من رصاص، وانه لو عمل مكان الرصاص فضة كان أشبه وأوفق له،


(١) هكذا العبارة في الأصل، ولعلها هكذا (أن الذي يراني هناك لا يراني ها هنا؟).
(٢) هي نخلتان، اليمانية والشامية، وكلاهما من أعراض مكة. أنظر ياقوت ٢٧٧/ ٥.
(٣) كذا في الأصل (ذات القوبع) وقد قال ياقوت ٤١١/ ٤:القوبع: موضع في عقيق المدينة. إلا أن الأستاذ ملحس أفاد في تعليقه على الأزرقي: أن ياقوتا وهم في هذا، وظنّ أنه موضع في عقيق ذات عرق المسمّى (عقيق ذي الحليفة).
(٤) رواه الأزرقي ٣٦/ ٢ - ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>