للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بكى المنبر الحرميّ واستبكت له ... منابر آفاق البلاد من الحزن

وحنّ إلى الأخيار من آل هاشم ... وملّ من التّيميّ واعتاذ بالرّكن

فأخذ المنبر القديم، فجعل بعرفة، حتى أراد الواثق بالله الحج، فكتب:

تعمل له ثلاثة منابر: منبر بمكة، ومنبر بمنى، ومنبر بعرفة، فعملت تلك المنابر (١)،وكتب على منبر مكة في أعلى المنبر الذي يخطب عليه الوالي اليوم عند المكان الذي يستند فيه الإمام إذا جلس عليه كتاب وهو قائم إلى اليوم:

بسم الله، أمر عبد الله هارون الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين-أعزّه الله-عمر ابن فرج الرخّجي مولى أمير المؤمنين بعمل هذا المنبر مقاما لذكر الله-تعالى-.

وهو منبر مكة إلى اليوم.

وقد كان المنتصر بالله لما حج في خلافة أمير المؤمنين المتوكل على الله، جعل له منبر عظيم فخطب عليه بمكة ثم خرج وخلّفه بها.

ويقال: إنّ أول من خطب على المنبرين منبر مكة والمدينة، وجمع له ذلك في الولاية/في خلافة بني هاشم جعفر بن سليمان (٢) بن علي، ومن بعده داود (٣) بن عيسى، ثم ابنه محمد بن داود، فقال داود بن [سلم] (٤) لجعفر


(١) أنظر الأزرقي ١٠٠/ ٢.
(٢) هو: جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس. ترجمته في العقد الثمين ٤١٩/ ٣.
(٣) داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. العقد الثمين ٣٥٧/ ٤. وابنه محمد مترجم في العقد الثمين ١٥/ ٢.
وهذه الأخبار نقلها الفاسي في العقد الثمين ١٥/ ٢ وعزاها للفاكهي.
(٤) في الأصل (مسلم) وهو تصحيف. إنما هو: داود بن سلم، مولى بني تيم بن مرّة، ويعرف ب‍ (الأدلم) لسواده. وكان من أقبح الناس وجها. مخضرما من شعراء الدولتين الأموية والعباسية.
وهو من ساكني المدينة، كانت له مخيلة في مشيته، فجلده قاضي المدينة سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وكان داود نبطي الأصل. أنظر أخباره في الأغاني ١٠/ ٦ - ٢٠.
وقد ذكر أبو الفرج أبياتا من قصيدة داود هذه، لكنّه لم يذكر البيت الأولى. وذكر هذه القصيدة وفيها البيتان، الفاسي في العقد الثمين ٤٢١/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>