للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حج بالناس تلك السنة أبو شاكر (١)،فقال ابن أذينة (٢) الليثي يذكر أبا شاكر واسمه: مسلمة بن هشام بن عبد الملك:

أتينا نمتّ بأرحامنا ... وجئنا بإذن أبي شاكر

بإذن الذي سار معروفه ... بنجد وغار مع الغائر

إلى خير خندف في ملكه ... لباد من النّاس أو حاضر

فأسمي هذا السيل سيل أبي شاكر.

ومنها السيل الليبري (٣) في خلافة المهدي سنة ستين ومائة. وحج بالناس المهدي عامئذ، وكان السيل ليومين بقيا من المحرّم.

وكان سيل في زمن حمّاد البربري عظيم، أخذ الناس منه بمكة شبه الخبل، فسمّي: المخبّل (٤).وأصاب الناس في عقبه مرض في أجسادهم وألسنتهم، ودخل المسجد الحرام حتى عزق أمير المؤمنين هارون وادي مكة عامئذ، ولم يعزق وادي مكة إلى سنة سبع وثلاثين ومائتين، فعزقته أم


(١) ذكر ابن جرير أن الذي حج في هذه السنة محمد بن هشام وقيل: سليمان بن هشام بن عبد الملك، وقيل: يزيد بن هشام بن عبد الملك. تاريخ الأمم والملوك ٢٥٩/ ٨،وإتحاف الورى ١٥٣/ ٢.
(٢) هو: عروة بن أذينة، تقدّم التعريف به برقم (٦٤٦)،وأبياته في الأغاني ٣٢٥/ ١٨ - ٣٢٦ وقد رواها من طريق الزبير بن بكار في خبر طويل.
(٣) كذا، وذكره الفاسي في العقد ٢٠٦/ ١،والشفاء ٢٦٤/ ٢،وأفاد أن الفاكهي تفرّد بذكر هذا السيل، وأنظر إتحاف الورى ٢٠٣/ ٢.
(٤) كان هذا في سنة (١٨٤). أنظر الأزرقي ١٧٠/ ٢،والبلاذري في الفتوح ص:٧٣،والفاسي في العقد ٢٠٥/ ١،والشفاء ٢٦٢/ ٢.
والخبل: فساد يصيب الأعضاء، حتى لا يدري كيف يمشي. اللسان ١٩٧/ ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>