للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٦٨ - حدّثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا يحيى بن سليم، عن ابن خثيم، قال: حدّثني مجاهد، قال: كنا مع عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-في جنازة، فلما بلغنا الردم، إلتفت عبد الله، فإذا النساء مع الجنازة، فقال: أرجعوهن فإنها ما علمت فتنة للحيّ وأذى للميت.

ومنها: ردم عند خط‍ [الحزامية] (١) عند دار حرابة.

ومنها: ردم (٢) بني جمح، وهو الذي يقال له: ردم بني قراد.

فهذه الردوم التي ردمت بمكة. ويقال: إنّ عبد الملك بن مروان لما بلغه سيل الجحاف بعث بمال عظيم، وكتب إلى عامله عبد الله بن سفيان المخزومي، ويقال: بل كان عامله الحارث بن خالد، فعمل ضفائر الدور الشارعة على الوادي للناس من المال الذي بعث به، وعمل ردوما على أفواه السكك، حصّن بها دور الناس من السيول إذا جاءت، وبعث مهندسا في ذلك عمل ضفائر المسجد الحرام، وضفائر الدور في جنبتي الوادي، ومنها ما هو قائم إلى اليوم.


١٨٦٨ - إسناده حسن.
رواه ابن أبي شيبة ٢٨٤/ ٣ من طريق: ليث بن أبي سليم عن مجاهد.
(١) في الأصل (الخرمانية) وهو تصحيف، ودار حرابة سوف يذكرها الفاكهي، وهي بفوهة خط‍ الحزامية. وخط‍ الحزامية هذا يقع في الجهة الجنوبية الغربية من الحرم، بالقرب من باب الوداع -سابقا-منسوبة إلى (حكيم بن حزام) وسوف يذكر ذلك الفاكهي في الرباع وهذا الردم لا أثر له اليوم لأنه قد دخل في توسعات الحرم.
(٢) يقع هذا الردم في الجهة الشمالية الغربية من الحرم في موضع رباعهم، ورباعهم تنحصر بين باب بني سهم-باب العمرة حاليا-وباب ابراهيم، متجهة إلى أسفل. وهذا ما يستفاد من كلام الأزرقي والفاكهي. وهذه المنطقة منطقة مرتفعة، لا يعلوها السيل، فهي عنه بمعزل، فعمل هذا الردم إذن كان لشيء آخر، ولعلّه دفن قتلاهم الذين قتلوا في تلك الواقعة التي ذكرها الفاكهي، والأزرقي، وغيرهما، ولا أثر لهذا الردم في الوقت الحاضر، فكأنه دخل في توسّعات الحرم-والعلم عند الله-.

<<  <  ج: ص:  >  >>