للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: أَنَّ تعظيمَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - واجبٌ، وشدُّ الرَّحل إلى قبره تعظيمٌ = فشدُّ الرحال إلى قبره واجبٌ. وفي سوق هذه الشُّبهة يقول السُّبكي - عفا الله عنه - وهو وإن صاغ هذا القياس في خصوص الزيارة؛ فقد أراد أيضًا تعميمًا لشدِّ الرِّحال؛ حيث قال: (فزيارته - صلى الله عليه وسلم - مطلوبة بالعموم والخصوص؛ بل أقول: إنّه لو ثبت خلافٌ في زيارة قبر غير قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يلزم من ذلك إثبات خلافٍ في زيارته؛ لأن زيارة القبر تعظيمٌ، وتعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم - واجبٌ، وأمّا غيره فليس كذلك) (١)

الثَّالث: أنّه لا يمكن أن تقع الزيارة منفكّة عن الحركة من مكان إلى مكان؛ فالزَّائرُ لا يُطلق عليه زائر إلاّ بعد حركته وانتقاله، وخروجه من محلّه، وانتقاله. وقد نصب هذا الاعتراض الإخنائي في ردّه على شيخ الإسلام (٢)،وكذا ابن حجر الهيتمي (٣) .

فهذا محصّل ما وقفتُ عليه؛ مما أوردوه على هذا الحديث. ودونك الآن نقض تلك الاعتراضات، وبيان فسادها من أُسِّها.

* * *


(١) "شفاء السقام" (٦٩)
(٢) انظر: "الإخنائية" (٣٩١)
(٣) انظر: "الجوهر المُنظّم"للهيتمي (٥٤) وابن حجر الهيتمي (٩٠٩ - ٩٧٤ هـ):هو أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر السَّلْمُنْتي الهيتمي الأزهري المكي، من فقهاء الشَّافعية، من تصانيفه: "الفتح المبين بشرح الأربعين"، و "الفتاوى الحديثية"=انظر: "النور السافر"للعيدروس (٣٩٠ - ٣٩٦)،و"الأعلام" (١/ ٢٣٤)

<<  <   >  >>