المطلب الثَّاني: سَوْق دعوى المعارض العقلي على الأحاديث المتعلِّقة بالدجال:
أورد المخالفون عدة معارضات عقلية؛ سواء كانت هذه المعارضات متعلّقة بحقيقة الدجال وتشخصه، أو كانت متعلقة بصفاته الثابتة في الكتاب والسنة. ومن تلك الشبهات:
المعارض الأول: أن أحاديث الدجال تنافي حكمة إنذار القرآن الناس بقرب السَّاعة وإتيانها بغتة.
المعارض الثاني: أن هذه الأحاديث نَسَبَتْ جملة من الخوارق للدجال؛ تضاهي أكبر الآيات التي أيّد الله بها أولي العزم من الرسل، أو تفوقها. وإثبات هذه الأحاديث يعدّ شبهة على آيات الأنبياء، مما يُسقِط الثقة بها، والانتفاع بهدايتها.
المعارض الثالث: أن هذه الخوارق مخالفة لسنن الله في خلقه. ونصوص القرآن قاطعة في أنه لا تبديل لسنة الله تعالى ولا تحويل.
المعارض الرَّابع: هذه الأحاديث مشتملة على ما يصادم القطعيات المعلومة من الدين؛ كتخلّف أخبار الرسل، أو كونها عبثًا، وإقرارهم على الباطل = وهذا محالٌ في حقهم.
وهذه الشبهات الأربع تولّى كِبرها ومصادمة الأدلة القاطعة في جملتها على ثبوت الدجال وصفاته = الشيخ محمد رشيد رضا - عفا الله عنه - في تفسيره (١)،وقد ساق بعضهم معارضًا على صفةٍ من صفات الدجال الواردة في الحديث؛ وهي ما ورد من أنه مكتوب بين عينيه " كافر " فمنَع حمل هذه الكتابة على حقيقتها، ومناط المنع: