للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من هذا؟ قال: جبريلُ. قيل: ومن معك؟ قال: مُحَمدٌ قيل: وقد بُعِثَ إليه؟ قال: نَعَم. قال: مَرحبا به فَنِعمَ المَجيءُ جاءَ. فَلمَّا خَلصْتُ =فإذا إبراهيمُ. قال: هذا أبوكَ فَسلِّم عليه. قال: فَسَلّمتُ عليه فَرَدَّ السَّلام. قال: مَرحبًا بالابنِ الصَّالح والنبيِّ الصَّالحِ. ثُمّ رُفِعَتْ لي سِدْرَةُ المُنْتَهى. فإذا نَبِقُها (١) مثلُ قِلالِ هَجَرَ (٢) وإذا ورقها مثل آذان الفيلة.

قال: هذه سدرة المُنْتهى، وإذا أربعةُ أَنهارٍ نهرانِ باطنانِ ونَهرانِ ظَاهرانِ، فقلتُ ما هذان يا جبريل؟ قال: أَمَّا الباطنان فنهران في الجنة، وأمَّا الظاهران: فالنِّيلُ والفُراتُ. ثُمّ رُفِعَ لي البيتُ المَعمورُ يدخله كل يومٍ سبعون ألف مَلَك، ثُمّ أُتِيتُ بإِناءٍ مِن خَمر، وإناء مِن لَبَنٍ، وإناءٍ مِن عَسَل؛ فأخذتُ اللّبنَ. فقال: هي الفِطرةُ التي أنت عليها وأمتك. ثُم فُرضتْ عليَّ الصلواتُ خمسينَ صلاةً كلَّ يوم فَرجعتُ فَمررتُ على مُوسى. فقال: بِمَ أُمرتَ؟ قال: أُمرتُ بخمسين صلاةً كلّ يوم قال: أُمتُك لا تستطيع خمسينَ صلاةً كُل يومٍ، وإنِّي -والله- قد جربتُ النَّاس قبلَك وعَالجْتُ بني إسرائيل أشَدَّ المعالجةِ فارْجِعْ إلى ربِّك فاسْألهُ التخفيفَ لأُمَّتِك فرجعتُ فوضعَ عَنِّي عَشْرًا، فرجعتُ إلى مُوسى فقال مثله، فرجعتُ فَوضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرجعتُ إلى مُوسى فقال مثلَهُ، فرجعتُ فوضعَ عنِّي عَشْرًا، فرجعتُ إلى موسى فقال مثلَهُ. فرجعتُ فَأُمرتُ بعشر صلواتٍ كلَّ يوم فَرجعتُ فقال مثلَهُ، فرجعت فأُمِرتُ بخمسِ صَلَواتٍ كلَّ يوم. فرجعت إلى موسى فقال: بمَ أُمرتَ؟ قلتُ: أُمرتُ بخمسِ صلواتٍ كل يوم. قال: إنَّ أُمتَك لا تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَّ يوم، وإنِّي قد جربتُ الناسَ قبلك وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدّ المعالجة= فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف


(١) النَّبِقُ: ثمر السِّدر، واحدته: نَبِقة ونَبْقَة =انظر "النهاية"لابن الأثير (٨٩٧)
(٢) قِلال هجر: القلال جمع قُلّة: وهي الحُبّ العظيم، وهَجَر: قرية قريبة من المدينة، وليست هجر البحرين ="المصدر السابق" (٧٦٩)

<<  <   >  >>