للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ترى مدى احتفال واحتفاء أهل السِّيَر والحديث (١) بهذه الحادثة، وعقْدهم المصنّفات في بيانها، والتماس العِبَر منها، ونظْمها في دلائلِ النبوّة وما ذاك إلا لكونها - كما أسلفتُ - من الدلائل العظيمة التي أكرمَ اللهُ بها نبيَّه - صلى الله عليه وسلم -.

وممَّن نقل الاتفاق والإجماع على ذلك:

- القاضي عياض - رحمه الله - حيث قال: (فلا خلاف بين المسلمين في صحة الإسراء به ... ) (٢)

- الحافظ أبو الخطاب بن دحية - رحمه الله - حيث قال: (حديثُ الإسراء أجمع عليه المسلمون، واعترض فيه الزَّنادقة المُلحِدون .. ) (٣)

- وقال الإمام محمد بن يوسف الشامي: (اعلم أنّ الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يخالف في وقوعه أحدٌ من المسلمين) (٤)


(١) من تلك الأسفار التي خَصَّتْ هذه الحادثة بمزيد عناية: "الآيات العظيمة الباهرة في معراج سيد أهل الدنيا والآخرة"، لشمس الدين محمد بن يوسف الشامي. وله عدّة مصنفات في هذه الحادثة؛ كلّها مخطوطة. و" السراج المنير الوهاج في حقائق المعراج"، لأبي= =إسحاق محمد بن إبراهيم المصري، و " رسالة في المعراج "، لأبي الحسن علي بن محمد اللخمي، و " الإسراء "، للإمام أبي محمد غبد الغني المقدسي، و"نور المسرى في تفسير آية الإسرا"لأبي شامة المقدسي، و "الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا "، لجلال الدين السيوطي، و "الإسراء والمعراج"، للدكتور محمد محمد أبو شهبة، و"الإسراء والمعراج"، للعلاّمة محمد ناصر الدين الألباني - رحم الله الجميع -.
(٢) "الشِّفا"للقاضي عياض (١٩٤)
(٣) "الابتهاج" (٥٩) و أبو الخطاب عمر بن دحية (٥٤٤ - ٦٣٣ هـ): هو عمر بن الحسين بن علي بن محمد بن دحية الكلبي، المعروف بـ"ذي النسبين"الأندلسي البلنسي، أحد الحُفّاظ، من أعيان أهل العلم، متقننا لعلم الحديث النبوي وما يتعلق به عارفًا بالنحو واللُّغة، وأيام العرب وأشعارها، من مصفاته "التنوير في مولد السراج المنير"=انظر: "مسالك الأبصار"لابن فضل العمري (٥/ ٤٩٥)
(٤) "خلاصة الفضل الفائق" (١٥٩) وهو مُستَلٌّ في الأصل من كتابه "سبيل الهدى والرشاد".ومحمد بن يوسف الشامي (؟ -٩٤٢ هـ): هو ابن علي بن يوسف الشَّامي الصَّالحي الدمشقي، إمام محدث من أجلِّ تلاميذ جلال الدِّين السيوطي، من مصنفاته "سبل الرشاد في سيرة خير العباد"=انظر: "فهرس الفهارس والأثبات"للكتَّاني (٢/ ١٠٦٢)

<<  <   >  >>