للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قُرب مجيئها، قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)} القمر: ١ ..... فكل هذه الآيات وغيرُها تؤكِّد فجائية السَّاعة، وأَنَّها تأتي بغتة .. غير أننا نصطدم بمجموعة من المرويات المتحدِّثة عن أَشراط السَّاعة، وأنَّها في آخر الزَّمان، وإذا جاءت لا ينفعُ نفسًا إِيمانها إن لم تكن آمنت من قبل، وأَنَّها تأتي بترتيبات مُعيَّنىةٍ تذكرها هذه الرِّوايات، وتذكر لها أَعدادًا مُحدَّدةً مُبيّنة أولها وآخرها ..... =وكُلُّ هذا يصطدم من جِهة بُفجائية هذه السَّاعة). (١)

وتقرير الاعتراض الثاني: أن ما ورد من الأشراط الكبرى الخارقة للعادة؛ (يضع العالم به في مأمن من قيام السَّاعة، قبل وقوعها كلّها. فهو مانع من حصول تلك الفائدة. فالمسلمون المنتظرون لها يعلمون أن لها أشراطًا تقع بالتدريج؛ فهم آمنون من مجيئها بغتة في كلّ زمن، وإنما ينتظرون قبلها ظهور الدجّال، والمهدي، والمسيح عليه السلام، ويأجوج ومأجوج = وهذا الاعتقاد لا يفيد الناس موعظةً، ولا خشيةً، ولا استعدادًا لذلك اليوم، أو لتلك السَّاعة. فما فائدةُ العلم به إذًا؟ وهل من الحكمة أن تكون فائدتها محصورة في وقوع الرعب في قلوب الذين يشاهدون هذه الآيات الكبرى؟ .. ) (٢)


(١) "التأثير المسيحي في القرآن" (١٩٨ - ١٩٩).
(٢) "تفسير المنار" (٩/ ٤٨٩).

<<  <   >  >>