للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام أحمد - رحمه الله -: (والإيمان أن المسيح الدجال خارج مكتوب بين عينيه كافر، والأحاديث التي جاءت فيه، والإيمان بأن ذلك كائن، وأن عيسى بن مريم عليه السلام ينزل فيقتله بباب لدّ) (١) .

والإجماع منعقد على ذلك؛ كما حكاه الأشعري - رحمه الله -،حيث قال: (وأجمعوا على شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر من أُمَّته ..... وكذلك ما روي من خبر الدجَّال ونزول عيسى عليه السلام وقتله الدَّجَّال) (٢) .

وقال القاضي عياض - رحمه الله -: (وهذه الأحاديث التي أدخلها مسلم في قصة الدجال حجّة أهل الحق في صحة وجوده، وأنّه شخص معيّن، ابتلى الله به عباده، وأقدره على أشياء من قدرته؛ ليتميّز الخبيث من الطيّب .. هذا مذهب أهل السنة، وجماعة أهل الفقه والحديث ونظارهم) (٣) .

وقال الإمام أبو العباس القرطبي - رحمه الله -: (وفائدة الإنذار: الإيمانُ بوجوده [أي: الدجّال] والعزم على معاداته، ومخالفته، وإظهار تكذيبه، وصدق الالتجاء إلى الله تعالى في التعوُّذ من فتنته = وهذا مذهب أهل السنة، وعامّة أهل الفقه والحديث؛ خلافًا لمن أنكره) (٤) .

وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى أن القرآن وإنْ لم يذكر الدجال تصريحًا إلاّ أنه أشار إلى أمر الدجّال تلميحًا. وهذا الإلماح ورد في مواضع؛ منها:

الموضع الأول: أنّه المُشار إليه في قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} الأنعام: ١٥٨ ومن تلك الآيات التي متى ظهرت


(١) رسالة الإمام أحمد لعبدوس بن مالك (ق:٢/ب) وعنه:"الرسائل المروية عن الإمام أحمد"لعبد الإله الأحمدي (٢/ ١٩٠) .
(٢) انظر:"رسالة إلى أهل الثغر" (ص ٢٩١) .
(٣) "إكمال المعلم" (٨/ ٤٧٤ - ٤٧٥) .
(٤) "المُفهم"للقرطبي (٧/ ٢٦٧) .

<<  <   >  >>