للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غرائب التي حدّثنا بها - سيّدنا - تميم الداري - رضي الله عنه -) (١).

أمّا الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - فقد ردّد الشبهة نفسَها: (وهاكم موقفًا آخر من واعظٍ يحب الحكايات، ويستنصت الناس بما تحوي من العجائب!

قال: إنّ الدجّال موجود الآن في إحدى الجزر ببحر الشام، أو بحر اليمن، مشدود الوثاق، وقد رآه تميم الداري بعدما غرق في السفينة التي كان يركبها هو وصحبُه، وتحادثوا معه، وهو على وشك الخروج!

وقد حدَّثتْ بذلك فاطمة بنت قيس في سياق طويل!

قال لي طالب يسمع الدرس: هل يمكن أن نذهب في رحلة إلى هذه الجزيرة؛ لنرى الدجال؟

قلتُ له: وماذا تفعل برؤيته؟ الدجالون كثيرون، وإذا تحصّنت بالحق نجوتَ منهم، ومن كبيرهم عندما يخرج!

قال: ألم يزُر أحدٌ هذه الجزيرة بعد تميم الداري؟

فآثرتُ السكوتَ، وحرفْتُ الطالبَ عن الموضوع بلباقة.

إنّ أساطيل الرومان، والعرب، والترك، والصليبيين؛ تجوب البحر الأبيض المتوسط، والأحمر من بضعة عشر قرنًا، ولم ترَ هذه الجزيرة.

وفي عصرنا هذا طُرِق كلّ شبرٍ في البرّ والبحر، والتُقِطت صورٌ لأعماق المحيطات عن طريق الأقمار الصناعية! فأين تقع هذه الجزيرة؟ ... ) (٢).

الثاني: إنّ عدمَ ظهور الدجّال إلى اليوم كافٍ في وهْن هذه الرواية.


(١) "أضواء على السنة المحمدية" (ص ١٨٣ - هامش رقم [٢]).
(٢) "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" (٢٠٣ - ٢٠٤).

<<  <   >  >>