من تاب تاب الله عليه مهما كان، فالمشرك والزنديق وغيره إذا تاب وأسلم، فلا شك أنه يدخل في الإسلام بالتوبة الصادقة، إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتاب عن زندقته وكفره، فقد تاب إلى الله، لكن لو قدرنا أن الإنسان أقيم عليه الحد، وفي آخر لحظة أعلن توبته، فالأصل أنه يدرأ عنه الحد، لكن هناك حالات يكون فيها هذا الرجل الزنديق مفسداً في الأرض، أو تكون عندنا قرائن واضحة على أن توبته ليست صادقة، فهل يعدل عن إقامة الحد أو لا يعدل؟ هذه مسألة خلافية، وأرى أن مثل هذه المسائل يقدرها أهل العلم في وقتها، لا يمكن أن تضبط بضوابط، فكل حالة لها حل، لكن الأصل أن من تاب إلى آخر لحظة وهو أمام الحد قبل أن يقتل تقبل توبته، بل ينبغي إلى آخر لحظة يقام عليه فيها الحد أن يلقن التوبة، هذا الذي ينبغي شرعاً، وما عدا ذلك فهي حالات نادرة يقدرها أهل العلم، وهي استثناء، وكما تعلمون في حد الحرابة لما ذكر عقوبة المفسدين في الأرض، استثنى من يتوب قبل القدرة عليه، أما إذا كان الأمر بعدما يقدر عليه فقد يكون أحياناً من المصلحة الشرعية أن يقام عليه الحد باعتبارات يقدرها أهل العلم، وليست هذه قاعدة كما قلت، القاعدة أن من تاب وأعلن رجوعه يدرأ عنه الحد.