[ما جاء عن بعض أهل العلم والإيمان مما يشبه الحلول والاتحاد الباطل]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: ففي الفصل الذي سنقرؤه الآن وقفة من شيخ الإسلام ابن تيمية جيدة، تزيل اللبس عند بعض الذين التبست عليهم بعض ألفاظ ومصطلحات السلف، التي تشبه ألفاظ ومصطلحات أهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود من الفلاسفة والزنادقة، والتي تشبه أيضاً مصطلحات الصوفية، وذلك فيما أثر عن بعض السلف وعن بعض العباد وعن بعض الصالحين، وإن لم يكونوا على نهج سليم مرضي من كل وجه، لكنهم ليسوا من أهل البدع المغلظة ولا الانحرافات الكبرى، وهؤلاء أثر عنهم عبارات ومصطلحات استعملوها على وجه قد يسوغ شرعاً مع التكلف، وهي تشبه مصطلحات الملاحدة والزنادقة وغلاة الصوفية، ومن ذلك ما يتعلق بمعنى الحلول ومعنى الاتحاد ومعنى الكشف ونحو ذلك من المعاني، التي قد تستعمل في التعبيرات عن الأحوال القلبية السليمة، وهي تشبه ألفاظ أولئك المبطلين الذين استعملوها على وجه أرادوا به الكفر والزندقة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:[فصل.
فيما عليه أهل العلم والإيمان من الأولين والآخرين، مما يشبه الاتحاد والحلول الباطل، وهو حق، وإن سمي حلولاً أو اتحاداً].
يعني: أنه قد يرد عن بعض السلف استعمال بعض هذه العبارات على مصطلحات شرعية، لكن هذه حالات نادرة، وليست هي النهج السليم، لكن الذين أطلقوها لكلامهم تأول قد نعذرهم، لكنا لا نسلك هذا الطريق؛ لأن استعمال بعض المصطلحات الشرعية بما يشبه المصطلحات البدعية هذا طريق لا يجوز، لكن إن حدث من بعض الصالحين على وجه يريد به حقاً، فإنا نقبل هذا الحق بغير لفظه.
قال رحمه الله تعالى:[وهو ما عليه أهل الإسلام وأهل السنة والجماعة وأهل المعرفة واليقين من جميع الطوائف؛ بدلالة الكتاب والسنة.
أما الحلول].
الآن سيبدأ بنماذج للألفاظ التي قد تستعمل أحياناً على وجه مخالف، فكلمة الحلول بعدما اشتهرت إذا أطلقت فأول ما يتبادر إلى الذهن إلى الحلول البدعي، وهذا هو الأصل، لكن مع ذلك فإنه قد تطلق الحلول على المعنى الجائز كما سيأتي بيانه.