للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طلب الهداية من الله]

أحب أن أختم الموضوع الذي قرأناه قبل قليل بالتنبيه على أمر أشرت إليه في أول الحديث، والمناسب أن نختم به، وهو أن مسألة ظهور هذا الباطل ووجود من يغتر به أو أن يوجد له أتباع ممن ينتسبون للإسلام هذا أمر ليس بغريب، إذا عرفنا أن مسألة الهداية والتوفيق لا دخل للعقول بها، وأن الله عز وجل إذا كتب الضلال على إنسان فلن تجد له ولياً مرشداً، مهما كان قوة عقله وإدراكه وعلمه، ولذلك ينبغي للمسلم دائماً أن يسأل الله العافية، وأن يدعو: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، وألا يغتر بعقله ولا بعلمه، إنما يلجأ إلى الله عز وجل، ومثال ذلك مثال واضح: أن الله عز وجل عندما يبعث الناس يوم القيامة ويشهدون مشاهد القيامة المرعبة الرهيبة ثم يدخل أهل النار النار نسأل الله العافية، يتمنى الواحد منهم أن يرد إلى الدنيا، لماذا؟ ليعمل صالحاً، ومع ذلك قال الله عز وجل: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام:٢٨]، كيف بإنسان عاش أهوال القيامة ألف عام في المحشر، ثم رأى ما رأى من انقلاب الأمور الكونية، ثم النار الشديدة العذاب، ويتمنى أن يرجع ليعمل صالحاً ومع ذلك يقول الله عز وجل عنهم: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام:٢٨] بهذا تدرك أن الأمور كلها بيد الله وحده، وأنك لابد أن تعتصم بالله سبحانه، وأن الهداية بيد الله، لا دخل لقدرة البشر ولا عقولهم ولا علمهم ولا إمكاناتهم بذلك.

ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والسداد، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>