ما رأيكم فيمن يقول: إن العقيدة ينبغي أن تقرر تقريراً، ولا ينبغي الانشغال بكثرة الردود؛ لأنها قد تورث الشبه، فالإسلام هو تقرير العقيدة تقريراً كما في كتاب التوحيد محمد بن عبد الوهاب ومعارج القبول؟
الجواب
نعم، الأصل هو تقرير العقيدة، لكن الدفاع واجب، وهذا منهج رسمه الله عز وجل في كتابه، والرسول صلى الله عليه وسلم في السنة، فكثير من آيات القرآن فيها الرد والتكذيب للشبهات وحماية الأمة منها، والقرآن هو منهاجنا وهو قدوتنا، وهو الهدى والبيان، وهو الحق، وهو الفرقان، وهو النور، فآياته تقرر الرد على المخالفين والرد على البدع والأهواء والكفريات بالمئات، أنترك هذا المنهج لمجرد أمور عاطفية؟ إذاً: تقرير الدين هو الأصل والدفاع عنه واجب وفرض عين، وهو نوع من الجهاد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:(جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)، والقلم الآن يقوم مقام اللسان، ومسألة الرد ينبغي ألا يتساهل فيها، والناس محتاجون إلى أن يحصنوا من الآراء الباطلة إذا انتشرت، والآن المناهج الباطلة والبدع والشبهات دخلت في صميم الحياة الأسرية، الآن أكثر الأسر عندها فضائيات مع الأسف، وعندها وسائل إعلام، وتقرأ الصحف، وتسمع من الشبهات أكثر مما تسمع من الحق، فهل نتركهم؟ لا، يجب أن نقرر الحق وندافع عنه، وأن ندفع الباطل بما نستطيع، لكن القضية قضية ضرورة، ينبغي مراعاة الأسلوب المناسب، والجمع بين المنهجين: التقرير، والرد.