للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اشتراط العلم الشرعي عند تفسير الرؤى والأحلام]

السؤال

هل يشترط في تفسير الرؤى أن يكون المفسر عالماً في الشرع؟

الجواب

لا، تعبير الرؤيا موهبة، لا يلزم أن يكون المفسر عالماً في الشرع، لكن علمه في الشرع يكون أكثر تسديداً وأكثر إصابة، وكثير من العلماء الكبار لا يفسرون الرؤى، وإنما أكثر المفسرين للرؤى هم من طلاب العلم الصغار أو من متوسطي العلم أو من العوام، لكن إذا كان عند المفسر الذي أعطاه الله موهبة في تفسير الرؤى، كان عنده علم شرعي وفقه في الدين فهو أحرى للتسديد والمقاربة.

وهناك رؤى كثيرة رآها الناس وما عرفوا بواقعها إلا عندما وقعت وصارت مخالفة لما فسروها به، تقع على غير ما فسروها به، وعندي برهان على أن أكثر تفسيرات الرؤى يقع من باب التعلق النفسي، والدليل على ذلك أن كثيراً ممن عندهم وسواس في الرؤى يسألون أكثر من واحد، ولا يتفق المعبرون في تفسير الرؤيا، واستقرئوا هذا الأمر، اسألوا أكثر الذين يفتنون بسؤال المفسرين: ماذا قال لك فلان؟ وماذا قال لك فلان الآخر؟ يقول لك غير ما قال الأول، فهذا دليل على أن المسألة وهمية، واعتقاد الناس أن تفسير فلان المشهور للرؤى لا بد أن يقع هذا وهم؛ لأن المشاهير يختلفون الآن، ويندر أنهم يتفقون في تفسير الرؤيا الواحدة.

إذاً: نصدق من؟ أو نأخذ تفسير من؟ نعم الإصابة ترد وتتفاوت من واحد إلى آخر، وقد يكون بعضهم أصوب من بعض، لكن الجزم وبناء الأحكام على ذلك غير صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>