هل يعتبر الحداثيون في هذا العصر من أتباع أهل وحدة الوجود؟
الجواب
نعم، كبار الحداثيين مؤسسي الحداثة في العصر الحديث الأحياء منهم وكذلك الذين هلكوا من أشكال ابن عربي وأمثاله ينتسبون للباطنية انتساباً وديناً، كذلك كبار الحداثيين الذين تصدروا الحداثة في العصر الحديث هم من هذا الصنف، أما بقية الحداثيين الذين يعيشون بين ظهرانينا إما مقلدة وجهال، وإما ممن يطبلون وراء هذه المذاهب الباطلة وهم يعلمون أنها باطلة، وما يذهب مع الحداثيين إلا إنسان ليس في قلبه إسلام صحيح، هذا الذي يظهر لي من خلال استقراء أحوالهم، ويظهر من قرائن أحواله وكتاباته أنه منافق، اللهم إلا القليل ممن قد يتناولون الحداثة من جانب أدبي، لكنهم ينغمسون في الإلحاد ولا يشعرون أنه إلحاد، فما أدري هذا الصنف ماذا أحكم عليه؟ وكيف نتصرف معه أو نصنف حاله؟ لأن أمره عجيب، يعني: يوجد من الأدباء الصغار ممن يدور حول هؤلاء الحداثيين الزنادقة وهو معجب بهم، لكن قد لا يكون عنده كفريات مثلهم، فهذا أمره يحير؛ لأنك تجده يقرأ نصاً كفرياً ويدندن حوله، ويمدح ويثني على أسلوب الكاتب، والمعاني التي وراء هذه العبارات ونحو ذلك، فأمر هذا الصنف في الحقيقة وإن كان قليلاً عجيب جداً، وقد قلوا في الآونة الأخيرة، أما البقية فهم من الحداثيين الأصليين الذين ينتمون إلى هذه المذاهب الخبيثة.