[الجواب على شبهة كون أحداث مركز التجارة العالمي من معجزات القرآن الكريم]
السؤال
هل أحداث مركز التجارة العالمي في (١١/ ٩/٢٠٠١م) إحدى معجزات القرآن الكريم؟
الجواب
ورد في سورة التوبة نفسها يقول تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}[التوبة:٣٦].
فالشهور التي عند الله: هي محرم وصفر وربيع أول وربيع ثاني وجمادى الأولى وجمادى الثانية ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة، وليس فيها (سبتمبر)، فكيف نربط أمراً قرآنياً بشهر لا يعرفه الشرع من أصله؟! وعندما قالوا: إن عدد الطوابق (١٠٩) مثل رقم الآية وهي قوله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}[التوبة:١٠٩] لم يعدو البدروم ولا الدور الأرضي، فقد كان تحت الأرض طابق أيضاً، نسأل الله العافية، ولو تأخرت هذه الواقعة إلى يوم (١٢) سبتمبر فكيف كان سيصبح تفسير الآية؟ فالآية لم ترتبط بحادث، والله لم يخبرنا بذلك في كتابه ولم يخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جئت أنت واستنبطت ذلك، وربنا يقول:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}[مريم:٦٤].
فهو يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى قيام الساعة، ولم يقل لنا: إن من علامات الساعة انهيار برج التجارة، وصاحب كتاب هرمجدون يأتينا كل قليل بآخر بيان، ففي (٢٠٠٢م) سيخرج المهدي، وعام (١٩٩٧م) سيخرج الدجال، فانتبهوا، وكتبه تباع منها ملايين النسخ، وبقيتها محجوزة، وحدث ولا حرج.
وكل هذا يدل على أن الناس ليس عندها ثبات، حتى في أمر العقيدة، ولما خرجت كاهنة الإسكندرية الشيخة نادية، كان يحجز الأوتوبيس مدة شهر، حتى كان الناس في الأرياف وفي المراكز يحجزون الميكروباص من أجل أن يذهبوا في الفوج الأول، فيؤخرون إلى الفوج الثاني بسبب أن التأشيرة لم تأت، نسأل الله العافية.
وقد ذهب مدير عام وجلس من الساعة الثانية عشرة مساء في السرادق إلى بعد الفجر، ينتظر خروجها تقرأ عليه في الميكرفون، وتؤجر الكراسي وتباع المثلجات، وتصبح المسألة فوضى، ولم يتحرك المسئولون إلا بعد فترة، وبعد أن وقع ما وقع، والتحرك المبكر مهم لمثل هذه الأشياء.
وهذا يدل على أن أبسط الأمور في العقيدة ليس عندنا فيها ثبات، في حين أن الواجب على المسلم أن يقف ثابتاً على أرض صلبة لا تهزه الرياح والعواصف أبداً، وأن يكون واثقاً متيقناً في أمر الله سبحانه وتعالى.
وقد كتبنا ورقة ووزعناها في المسجد يوم الإثنين رداً على وصية الشيخ أحمد حامل المفاتيح، وكان بعض الناس قد صور الورقة خوفاً من أن يفصل من الوظيفة، نسأل الله العافية، وقد يكون عمل هذا شخص عنده آلة تصوير أصابته أزمة فأراد أن يشغل الآلة قليلاً، نسأل الله العافية، والأمة في غفلة، وهذا معناه غياب دور الدعاة الحقيقي.