الخلق لغة: هو الطبع والسجية، واصطلاحاً: هو الصورة الباطنة للمرء، فإن للإنسان صورة ظاهرة تسمى الخَلق، وله صورة باطنة تسمى الخُلقُ، فكما أن الصورة الظاهرة يمكن أن تكون حسنة أو قبيحة، كذلك الصورة الباطنة يمكن أن تكون كذلك.
وعرف بعض أهل العلم الخلق بقوله: هو هيئة راسخة ثابتة في النفس تصدر عنه الأفعال بسهولة ويسر.
والخلق منه ما هو مكتسب، ومنه ما هو فطري خلق مع الإنسان يوم أن خلقه الله، جاء في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم لـ أشج عبد القيس:(إن فيك خصلتين -أو خلتين- يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة، قال: يا رسول الله أجبلت عليهما أم تخلقت بهما؟ -أي: هل اكتسبتهما بعد وجودي أم خلقني الله بهما؟ - قال بل: جبلت عليهما).
أي: أنك خلقت بهما، وهذا يبين أن الخلق منه ما هو مكتسب، ومنه ما هو فطري، فيه ما هو بالطبع، وفيه ما هو بالتطبع، ودليلنا أن آدم عليه السلام لما أسكنه الله الجنة وأمره أن يأكل من كل ثمارها إلا شجرة واحدة، وسوس له الشيطان، فلما ذاق الشجرة قال الله:{بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا}[الأعراف:٢٢]، حينما بدت السوأة أخذ آدم من ورق الجنة يواري سوأته قبل أن يهبط إلى الأرض، علم بذلك أن الحياء في آدم خلق مجبول عليه، يعلم أن انكشاف العورة لا ينبغي، فأخذ يسترها، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:(إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء)، فإذا ضاع الحياء ضاع الإيمان.
إذاً: فالخلق فيه ما هو مكتسب يمكن أن تمرن ولدك على خلق حسن، وفيه ما هو فطري ولد أو خلق مع الإنسان يوم أن خلقه الله عز وجل.