ما حكم قيام الليل في جماعة، حيث إن البعض قد قال: إن الشيخ ابن باز قد أجاز ذلك؟
الجواب
كذاب من نسب هذا إلى الشيخ ابن باز، لأن قيام الليل في جماعة بترتيب وبدعاء سابق بدعة، لما ورد عند البخاري رحمه الله تعالى من حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه قال:(بت عند خالتي ميمونة فقام النبي يصلي بالليل، فقمت فصليت عن يساره، فجذبني النبي صلى الله عليه وسلم وجعلني عن يمينه)، وابن عباس لم يرتب القيام مع رسول الله، ولم يخبره صلى الله عليه وسلم أنه سيقوم الليلة، إن كنت تصلي منفرداً قدراً وجاء من يصلي خلفك دون ترتيب فلا بأس، أما أن تقول: غداً سنصلي جماعة، فهذا لم يؤثر عن السلف رحمهم الله تعالى، لا في عصر الصحابة ولا في عصر التابعين، وإنما قيام رمضان فقط في جماعة، أما ما سوى رمضان فلم يؤثر عن السلف أنهم دعوا إلى جماعة ثم رتبوا لها، فهذا من الأمور المحدثة التي لا دليل عليها، والبعض قد يقول: ألا تأتون لنصلي ركعتين غداً جماعة وندعو للعراق! فهل النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوماً: هيا نصلي ركعتين وندعو على قريش؟ أو غداً يوم الخميس الكل يصوم ويدعو لأجل العراق، لا، فكل هذا من الأمور المحدثة، لكن يمكن أن نقول: إن من أوقات الإجابة الدعاء بعد الطاعة، فأطيعوا ربكم بالصلاة، بقراءة القرآن، بالصيام، بالإنفاق ثم ادعوا، وعليه تكون قد فتحت الباب للعبادة، لا أن تجمع الناس على عبادة وأنت مبتدع في ذلك، وإن فعلت ولويت عنق النصوص فقل ما شئت وأنت وشأنك، والله أعلم.