للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[علاج السحر، ومتى ينفع]

السؤال

هل السحر موجود؟ وكيف يعالج؟

الجواب

السحر موجود ولا شك، وعلاجه موجود، وقد جاء جبريل بعلاج السحر، جاء بالمعوذتين، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:١]، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:١].

وكان كلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم آية انحلت عقدة، هكذا فقط، ولكن المشكلة أن السلاح على قدر الرامي، فالأول يرمي الهدف ويصيبه والثاني يخطئ، فالعيب في الرامي وليس في السلاح، وهذه الفاتحة، ولكن أين القارئ؟ ومن الناس من لو أقسم على الله لأبره، ويحكى عن الصالحين العجب والغرابة، وقد كان أبو مسلم الخولاني من الصالحين في أرض اليمن، وكان ولياً بمعنى كلمة الولاية على منهج السلف، ذهب إلى الصلاة، وكان من عادته أنه كلما جاء من صلاة الجماعة كبر في باب الدار، ثم يفتح الباب ويكبر، فترد الزوجة عليه ليعرف مكانها، فجاء يوماً وقال: الله أكبر، فلم ترد المرأة، فبحث عنها حتى وجدها في نهاية الدار، فقال لها: أما سمعت؟ قالت: سمعت، قال: لم لم تجيبي؟ قالت: يا أبا مسلم! أعباء المنزل قد كثرت علي فأريد أن تستجلب لي خادمة، فعلم أبو مسلم أن امرأة قد أفسدت عليه امرأته، فقال: اللهم من أفسد علي زوجتي فأعمي بصره، وكانت المرأة التي أفسدتها بجوار بيته، فأعمى الله بصرها في الحال، فقالت: لقد دعا علي الآن أبو مسلم، فذهبت إليه مع جيرانها تسأله أن يدعو الله لها أن يرد عليها بصرها، فدعا لها فعاد بصرها في الحال.

ويحكى في ترجمة أحمد بن حنبل أنه جاءته امرأة عجوز وقالت: يا ابن حنبل! فلانة أرسلتني إليك لتدعو لها الله؛ لأن بها مرضاً أقعدها، فقال ابن حنبل للعجوز: اخرجي نحن الذين نستحق الدعاء، فقولي لها: تدعو لنا، وهذا من إخلاصه رحمه الله، فلما خرجت نأى بنفسه ورفع يده إلى السماء وسأل الله أن يشفيها، فعادت السائلة تقول له: لقد دعوت لها يا ابن حنبل! لقد شفاها الله عز وجل في الحال.

وهذا يدل على صدق الصلة بالله عز وجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>