يدعي بعض من يظهر في القنوات الفضائية أن القرآن لم يرد فيه ولا آية واحدة تأمر برجم الزاني المحصن، فما قولكم؟
الجواب
لقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعزاً والغامدية، ورجم أبو بكر ورجم عمر، وإجماع علماء الأمة على وجود الرجم، خلافاً للخوارج، وكان في القرآن آية ثم نسخت تلاوة لا حكماً، كما قال عمر، وهناك أيضاً أحاديث في الصحيحين، لكن المشكلة أن هؤلاء لا يقولون: إن السنة مصدر من مصادر التشريع، وإنما القرآن فقط، لكن قد يقال لهم: إن السنة وحي، قال تعالى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل:٤٤]، وقوله:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر:٧].
ويمكن أيضاً أن نسأل هؤلاء فنقول: إن صلاة الظهر أربع ركعات، فهل وردت آية في القرآن بذلك؟ سيقول لك: أنا لا أصلي! إذاً هو ليس بعلماني فقط، بل هو علماني خبيث، والطامة الكبرى أن يظهر من مثل هؤلاء في القنوات الفضائية، ويلقون بمثل هذه الشبهة، والأعجب ألا تجد العلماء الراسخين في العلم يظهرون في مثل هذه القنوات؛ لأنه لا يُسمح لهم، بل يتصدر الناسَ أناس جهلاء ممن ينتسبون إلى الطرق الصوفية وغيرها من الطرق المنحرفة، كالطريقة الأحمدية، والخلوتية والشاذلية والبرهانية وغيرها، وهذه قصة تبين جهل وانحراف أصحاب هذه الطرق: فعندما دخلت فرنسا إلى الجزائر قيل للشيخ التيجاني كبير الطريقة هناك: يا شيخ! الاستعمار على باب البلاد، فهيا لنجاهد، قال: اتركوهم يدخلوها، والحمد لله فلقد رأيت جنرال فرنسا بالأمس في الرؤيا وأنا آخذ بفرسه، وكان أمر الله قدراً، تفضلوا وافتحوا لهم البلاد.
إن الذي ضيع البلاد أمثال هؤلاء الذين يمسخون من الدين فريضة الجهاد، والجهاد عندهم إنما هو جهاد على المسبحة، سبحان الله ثلاثة آلاف، الله أكبر عشرة آلاف، باسم الله خمسين ألفاً، فهذا هو الجهاد عندهم، وكذلك في حلقات الرقص التي يسمونها بحلقات الذكر فقط، فهؤلاء هم الذين تتاح لهم كل الإمكانيات لتتكلم، والناس تسمع ولا حرج، فإنا لله وإنا إليه راجعون.