تفسير قوله تعالى:(وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً)
قال تعالى:{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}[الجن:٥]، أي: أن الجن كانوا يعتقدون أنه لن يكذب على الله من الإنس أحد، ولن يكذب من الجن أحد، لكن ما أكثر هؤلاء الذين يصدرون الفتوى وهم يعلمون أنهم كاذبون، والذي نفسي بيده يكذبون على ربهم عز وجل.
الذي أحل البنوك الربوية يكذب على الله، أم لا؟ الذي حرم النقاب يكذب على الله، أم لا؟ الذي حرم ختان الإناث يكذب على الله، أم لا؟ والله إنه يكذب على الله، والله إنه يكذب على خالقه؛ لأنه يعلم ويقرأ في كتب الفقه في المذاهب الأربعة أن ذلك مشروع، فكيف يفتري الكذب على الله، وهناك من يبيح للأمة أن تجلس على طاولة المفاوضات، والطاولة طويلة، فمنذ عام (١٩٤٨م) لازلنا على الطاولة، ولا أدري متى ستنتهي الطاولة؟! وانتقلوا من الطاولة إلى خارطة الطريق، يا قوم! أتكذبون على ربكم؟ أما تعلمون أن هؤلاء لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً؟ أما تعلمون أن هؤلاء يفسدون في الأرض؟ أما تعلمون أن هؤلاء يشتاقون عطشاً إلى دماء الموحدين.
طفل عمره عامان يسمى عليان من أبناء فلسطين المسلمة، يقتل منذ أسبوع، سلوهم بأي ذنب قتلوه؟ {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[البروج:٨]، أمعه مدفع؟ أيحمل رشاشاً؟ لماذا يقتل رضيع لا يزال يرضع من ثدي أمه، لماذا تقتله يا هولاكو العصر؟! لكن لا غرو في ذلك، فالأمة تستجيب لك، وتجلس معك على الطاولة، وتنطلق معك إلى خارطة الطريق، أقول كما قال الله سبحانه:{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة:٥١].