الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه.
وبعد: فقد دفع لي أحد الإخوة المقال الذي أشرت إليه: (النقاب عادة وليس عبادة)، وكاتب المقال كاتب ومفكر إسلامي، وهم يحسبون على الإسلام خطأً، يعني: ينسبون كلمة كاتب ومفكر إلى الإسلام من باب الخطأ.
يقول: بدأت عادة النقاب تظهر بكثرة في شوارع مصر هذه الأيام، وخاصة في الأحياء الشعبية حيث يغلب الفقر والأمية.
يعني: لا تنتقب إلا الفقيرة والأمية والجاهلة، أما المثقفة المتنورة لا تلبس نقاباً، لكن ترقص، هذا هو التطور في نظره، ومن المضحكات والمبكيات أنهم يسألون راقصة: لماذا ترقصين دون أن تغني؟ قالت: لأن صوت المرأة عورة.
وأنت أيها الكاتب! إن لم تستح فقل ما شئت، وإن لم تستح فاكتب ما شئت؛ لأن الحياء من الإيمان، تقول:(حيث يغلب الفقر والأمية).
لكن يوجد عندنا نساء لا فقر عندهن ولا أمية، وهن منتقبات والحمد لله رب العالمين، وهذا سؤال فيه إزعاج لكم: أتعرفون الممثلات التائبات؟ ألم يطرقن باب الغنى والشهرة؟ سلوهن لماذا تركن هذا الباب، إن لم يكن النقاب هو المكرمة، وهو سربال المرأة وعفافها.
ثم يقول: والنقاب عادة وليس عبادة؛ وهو تقاليد موروثة انتقلت إلينا مؤخراً من بعض البلاد الإسلامية والعربية التي ما زال المجتمع فيها يعيش بتقاليد البادية، وليس بأوامر الدين.
انظروا يا إخواني! ماذا يكتب هذا المفكر الإسلامي، ثم أخذ يتيه في المقال، ويعلق الشماعة على طالبان، وما هذا إلا لوجود مرض في قلبه؛ لأنه لا يملك قراراً على أهل بيته، فابنته مبنطلة (١٠٠%)، والعائلة أيضاً مبنطلة، ولا يملك أن يقول: يا بنت! احتجبي، فإنها ستقول له: هذه حرية، وليس لك حكم علي، فهو يريد من الجميع أن يكونوا هكذا، وأنا لا أدري: هل المعاصي انتهت عندنا حتى نتوجه إلى الحرب على النقاب.
لِمَ لا تكتب عن الفاجرات؟ لِمَ لا تكتب عن السافرات؟ لِمَ لا تكتب عن ظاهرة الزنا المقنن عندنا الآن؟ لِمَ لا تواجه هذه الظواهر؟ ضاق بك القلم حتى لم يعد إلا النقاب تسخر منه وتجرح فيه؟! لكننا لا نقول إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم:(هم من جلدتنا ويتحدثون بألسنتنا، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها).