الأمر الثاني: أفتى شيخ فقال: إذا كان تعليق الصور والتماثيل لا يدعو إلى عقيدة فلا بأس به؛ فإن أمنا عائشة كان عندها تماثيل وشيء من هذا فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا.
فنقول له: أتريد أن تلبس على الأمة؟! قبل ذلك طعنت في المهدي على الشاشات فعذرناك وقلنا: ربما تعود عن قولك، رغم أن أحاديث المهدي بلغت حد التواتر، وأفردها العلماء بالتصنيف، فلشيخنا العلامة الدكتور عبد المحسن العباد مصنف في أخبار المهدي ذكر فيه أكثر من خمسين حديثاً، وأنت تظهر على الشاشة وتقول: لم يثبت حديث واحد في المهدي المزعوم! فهل أنت تراجع حفاظ الأمة؟ أما تتقي الله؟! واليوم تقول: تعليق الصور والتماثيل طالما لا يدعو إلى عقيدة فلا بأس به، أما قرأت أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل علياً فقال له:(لا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته، ولا تمثالاً إلا طمسته)، ولم يقل له: يا علي! التماثيل التي لا تحمل عقيدة اتركها، وإنما قال:(ولا تمثالاً) وهذه نكرة تفيد العموم، وقال صلى الله عليه وسلم:(لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب)، والصورة عامة، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم عند عائشة ستارة فيها تصاوير فجذبها ومزقها، فجعلتها عائشة وسادة.
وقال عن خميصة بها خطوط:(إنها شغلتني عن الصلاة).
وقال:(أشد الناس عذاباًَ يوم القيامة المصورون)، وأول ما دخل الشرك إلى البشرية دخل عن طريق صورة وتمثال لرجال من الصالحين عبدهم قوم نوح، فلما طال العهد عبدوهم، كما روى البخاري في صحيحه.
والتماثيل لمطربة الغناء الشعبي، ولزعيم فقيد الأمة الذي جوعها وقذف الموحدين في غيابة الجب، أو لرجل لم يتق الله، أو لرجل نادى بتحرير المرأة، وبأن تخلع النقاب والحجاب.
وآخر أمر جاء من محافظة بور سعيد أن هناك اقتراحاً بإنشاء تمثال لـ دي لسيبس، أتدرون من دي لسيبس؟ إنه الذي سخر آباءنا وأجدادنا في حفر القناة بدون مقابل، حتى كان من يخرج يعتبر في عداد الأموات، هذا المهندس الفرنسي الكافر المجرم يريدون أن يعظموه بإقامة تمثال له في مدخل المدينة الحرة، ولا أدري فربما ينشئون تمثالاً لـ عمرو بن لحي؛ لأنه أعاد عبادة الأصنام إلى مكة.
فهذا المفتي يقول: إن عائشة كان عندها تماثيل، فنقول له: يا دكتور! إنها ألعاب الأطفال يعفى عنها، أما كلامك هذا فيلبس على الأمة، فاتق الله في نفسك.
جلس ابن الجوزي يوماً في العراق ليحدث الناس فرأى بين يديه أكثر من خمسين ألفاً يحضرون درسه، فنظر إلى نفسه ثم قال: اللهم إن قدرت علي عذاباً في الآخرة فلا تخبرهم بعذابي؛ حتى لا يقولوا: عذب من دل عليه، فهؤلاء علماء يهابون الله ويخافونه.