ما حكم الخروج مع بعض الجماعات للتوعية الدينية وسماع الخطب الدينية، والبعض قد يتحدث في بعض المشايخ الكبار عن طريق (الإنترنت) مثل: الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي؟
الجواب
ظاهرة سب العلماء ظاهرة سيئة، وأنا لا أدافع عن عالم بعينه، وإنما لابد أن نعلم أن عدم احترام العلماء هو عمل السفهاء؛ لأن لحوم العلماء مسمومة، وهذه مسألة لا تحتاج إلى كلام! وحينما أتعرض لعالم بالسب فهذا معناه أنني أسقط هذا العالم من أعين الناس، لا لشيء؛ وإنما لأنه قد أخطأ في فتوى، وهذا وارد، لكن لي أن أصحح الفتوى دون تجريح، فأقول: قال بعض أهل العلم كذا والصحيح كذا، لا أن أذكره بإثم وأجرح وأطعن، فهذا عمل من لا خلاق عندهم ولا ورع.
ولقد اختلف السلف فيما بينهم فما رأينا يوماً هذا يسب في هذا، وإنما كانوا يقولون: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
ففيه رحمة وود، والتجريح ليس سمة طالب العلم الورع، وليس معنى ذلك أنني أسكت عن أشياء وأمور، لا، فهناك أمور أتحدث فيها بجراءة، لكن دون ذكر الأسماء، كان صلى الله عليه وسلم يقول:(ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا).
وصاحب الأمر موجود، فيقولون: إنه كان يعرض حتى لا يسبب حرجاً لأحد، أما أن تصعد على منبر أو أن تكون في جماعة، كما أرسل لي أحد طلبة العلم يقول: أقول لأحد الإخوة: إن هناك درساً للشيخ الفلاني في العزيز بعد الجمعة، فقال: الشيخ سروري! فقلت له ماذا تعني بقولك: سروري؟ فقال: أنا سمعت الكلام هذا من الشيخ الفلاني يقول فيه كذا، حسناً، الشيخ الفلاني يقول ذلك وأنت مالك يا قزم؟ فأنت قزم لا تقدح في العالم، وتنقل كلام العلماء بعضهم لبعض؟! فاتق الله يا مسلم! ولا تقول: الشيخ فلان يقول في الشيخ علان كذا، وهذا يسمى تناطح الأقران، أي: صراع الأقران، وصراع الأقران يطوى ولا يروى، والأقران هم أبناء الجيل الواحد والزمن الواحد، ومعنى تطوى: أي: كأنك لم تسمع شيئاً، ولا يكن ديدنك الشيخ الفلاني قال في الشيخ الفلاني كذا، والشيخ الفلاني رد على الشيخ الفلاني بكذا وهكذا، لا، وإنما اسمع إلى كل إنسان وخذ منه الصواب ورد عليه الخطأ، أما لا تقرأ لفلان، أو لا تسمع لفلان، أو لا تذهب لفلان، فقد حرمت نفسك الكثير والكثير، ومن قال لك: اقرأ كذا ولا تقرأ كذا فقد اتهمك في عقلك؛ لأنه يعرفك أنك لا تميز، ولو تميز سيقول لك: اقرأ وميز، وكذلك القدح في الجماعات، فنقدح في المنهج دون تجريح الأشخاص، ونقول: جماعة كذا عندها خلل في الاعتقاد: والخلل كذا وكذا، والمهم أن هناك أدباً في نقد الرجال ونقد العلماء، لكن لا يمكن بحال أن نقبل أن يسب عالم من العلماء.