للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحجاب وعدم التبرج]

ثانياً: حرم الإسلام التبرج؛ ليسد هذا الباب، والمتأمل في واقع الأمة يجد أن هناك فريقاً يأمر بالفحشاء والمنكر، ويعلنها حرباً على الحجاب والطهارة والعفاف.

ولباس المرأة المسلمة له شروط، شرعها الله لها؛ لأنه الذي خلقها، وهو الذي جعل لها حقوقاً بعد أن كانت المرأة في الجاهلية تقتل، كما قال سبحانه: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير:٨ - ٩]، بل كانت المرأة تورث، بعد موت زوجها يرثها أولادها، فقد جاء الإسلام ليرفع من قدرها وليعلنها صراحة: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ} [النساء:٧].

جاء الإسلام وأوجب على المرأة لباساً ينبغي أن تراعيه بثمانية شروط، إن أردنا أن نطبقها على الواقع سنجد أن الفجوة كبيرة بيننا وبين دين ربنا: أولاً: أن يكون اللباس ساتراً لجميع بدنها.

ثانياً: أن يكون فضفاضاً لا يصف.

ثالثاً: أن يكون صفيقاً لا يشف.

رابعاً: ألا يكون لباس زينة.

خامساً: ألا يكون شبيهًا بملابس الرجال.

سادساً: ألا يكون شبيهًا بملابس الكافرات.

سابعاً: ألا يكون معطراً.

ثامناً وأخيراً: ألا يكون لباس شهرة.

ثمانية شروط لملابس المرأة المسلمة هيا بنا نسقطها على الواقع: أن يكون ساتراً لجميع بدنها، فهل ما نراه الآن يستر البدن يا عباد الله؟! تخرج المرأة كأنها تدعو إلى الفاحشة، هل ما نراه الآن فضفاضاً لا يصف، فيما يسمونه بالبنطال الذي يجسد العورة ويظهرها؟ وصدق خير الأنام عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أمتي لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا، نساء كاسيات عاريات)، وللعلماء في هذا اللفظ أقوال: منهم من قال: كاسية بنعمة الله عارية من شكرها، ومنهم من قال: كاسية في موضع عارية في موضع آخر، ومنهم من قال: كاسية بملابس وكأنها عارية وهو الواقع الآن، فإن هذه الملابس إنما هي دعوة إلى الفجور وإلى الفحشاء، لذلك لا تعجب مما تسمع عنه كل يوم وكل حين عن زنا المحارم، وعن الزواج العرفي، وتسميته بالزواج ظلم وعدوان وعن الاغتصاب، وعن ضياع الأعراض، لماذا هذا الواقع المؤلم؟ بسبب الدعوة إلى الفاحشة عن طريق المجلات الهابطة، والنساء المتبرجات اللاتي يخرجن ولا يتقين الله عز وجل.

لقد وضع الإسلام ثمانية شروط لملابس المرأة التقية العفيفة، فقد نهى الإسلام عن التبرج، فقال ربنا سبحانه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب:٣٣]، قال العلماء: يظلم الجاهلية الأولى من يقارنها بجاهلية اليوم في التبرج، فإن تبرج الجاهلية الأولى كانت المرأة فيه تستر جميع بدنها، وتلبس ثوبًا فضفاضاً غير شبيه بملابس الرجال، ولكنها تظهر جزءًا من صدرها ونحرها، فسماه الله: تبرج الجاهلية الأولى، فماذا نقول في تبرج اليوم: هل هو كتبرج الجاهلية؟ بل قد تعدى وفاق تبرج الجاهلية، تجد الرجل يصلي الفجر في جماعة، ويقوم الليل، ويحفظ القرآن، وإذا نظرت إلى بيته تجد البنت أو الزوجة تخرج وليس عليها سمت الالتزام أبداً.

فيقال له: إن الذي لا يغار على عرضه ديوث، ولا يدخل الجنة ديوث، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، الإسلام سلوك، الإسلام واقع، الإسلام ليس شعارات، الإسلام ليس هتافات، الإسلام انضباط على شرع رب العالمين سبحانه وتعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>