للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم تلبس الجني بالإنسي وكيفية علاجه]

السؤال

هل يتلبس الجني بالإنسي؟ وإذا كان هذا صحيحاً فوضح لنا كيف والإنسان من طين والجن من نار؟

الجواب

لقد استخف بنا الأعداء والصوفية والسفهاء في مسألة الجن، ووقعنا في البدعة، نسأل الله العافية، فأي أحد أصابه صداع أو لم تحمل زوجته أو تأخر في الزواج أو أصابه أي شيء، قال: بسبب الجن، والزوجة التي لا تطيق زوجها والجار الذي لا يحب جاره يقول بسبب الجن، والله يقول: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:٧٦] ونحن لم نجعل كيد الشيطان ضعيفاً، فنحن نجعل له جلسة من الليل إلى الفجر، نسأل الله العافية.

ثم يأتينا أحد الصحافيين ويؤلف كتاباً أسماه (حوار صحفي مع جني مسلم) هو يقول والجني يقول، وسجل شريطاً في هذا، ما هذا العلم؟ حوار مع جني، وهكذا باسم الجن راجت الكتب وكثرت الثروات، نسأل الله العافية.

أما الرقية فمشروعة لا بأس بها ما تكن شركاً، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالرقية، وقال (ولا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً).

والرقية تكون بالفاتحة وغيرها من السور، وتجد الواحد يحجز العربية إلى الإسكندرية بمائتي جنيه، مع أن الرقية موجودة، والقرآن هو القرآن، والثقة تكون بالله ثم في الرقية لا في الراقي، قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:٦٢]، فإذا دعا المضطر دعاه هو لا سواه.

{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء:٨٣].

فالمس موجود، قال سبحانه: {لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة:٢٧٥].

ونحن نقول بوجود المس، ولكن كيفية علاجه ورقيته أن تضع يدك على مكان الألم، وتدعو كما علمك النبي صلى الله عليه وسلم، أو يدعو لك أحد الإخوة الصالحين وإن كان غير متخصص، ولكنه ورع تقي خفي، وأما هذه الطريقة المنتشرة فلا بد أن ننتبه لها.

والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>