ثالثاً: من التدابير الواقية من الزنا بعد غض البصر والنهي عن التبرج: عدم الاختلاط، ولو أننا نزّلنا ذلك على مجتمعاتنا لعم العفاف والطهارة، ولكن الذين يريدون أن نتبع الشهوات يسعون ليل نهار لأجل إشاعة الفاحشة، لقد حرم الإسلام الاختلاط، فلا ينبغي للمرأة أن تخالط الرجال، فانظر يا عبد الله إلى واقعنا وإلى الاختلاط الذي نعيشه.
حينما جاءت ابنتا شعيب إلى الماء لتسقيا غنمهما وجدتا على الماء رجالاً فماذا صنعتا؟ لقد انحرفتا بعيداً عن الرجال، فلما مر موسى:{قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}[القصص:٢٣]، أي: لا نسقي حتى ينصرف الرجال؛ لأنه لا يجوز لنا أن نخالط الرجال.
الاختلاط الآن في جامعاتنا في مواصلاتنا العامة في كل حياتنا، حتى في مكاتبنا الخاصة، يعني: أن كل أعمال السكرتارية والمحاسبة يستجلب لها أصحاب الأعمال سكرتيرة من الدرجة الأولى، حتى تقابل العملاء، وحتى تجذبهم، نسأل الله العافية.