وضع الستائر التي على النوافذ لا بأس بها، إنما الممنوع وضعها على جدار مقفل، فهذا يسمى تزيين الحوائط بالأقمشة لمجرد الزينة فقط.
وأما إغلاق الفتحة بستارة بحيث لا يكشفها الهواء فلا بأس، وأما الجدار المقفول فلا يلزم ستره، فهذا زينة، وقد نهي عن تزيين الجدران بالأقمشة.
هذا حكم الشرع.
وهناك أناس مسرفون، يشتري الواحد منهم متر السراميك بعشرة آلاف دولار، وجاره لا يجد قوت يومه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث مسلم:(إذا طبحت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك).
واليوم إذا ذهبت إلى مدينة في مصر وسألت شخصاً يسكن في شقة في الدور الثاني عن شخص يسكن في الدور الثامن، لقال لك: أنا أسكن في الدور الثاني ولا أعرف اسم الذي أمامي، وليس لي أية علاقة به، فهو في حاله وأنا في حالي، ويفتخر بهذا، وقد قال بعض العلماء: من يسكن معك في المدينة فهو جارك، فأهل القاهرة كلهم أجوار، واستدلوا بقوله تعالى:{لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}[الأحزاب:٦٠].
فسمى من يقيم في المدينة جار، والأوزاعي يقول: سبعون، وبعضهم يقول: أربعون، فأين حقوق الجار المهدرة؟ وهذا الكلام سنتحدث عنه إن شاء الله تعالى في اللقاءات القادمة.