- يقولون: لا بد أن نهدم دولة الإيمان في قلوب الشعوب، وننزع من عقولهم فكرة وجود الله، ونحل محلها قوانين رياضية مادية؛ لأن الشعب يحيا سعيداً هانئاً تحت رعاية دولة الإيمان. ولكي لا ندع للناس فرصة المراجعة يجب أن نشغلهم بشتى الوسائل، وبذلك لا يفطنوا لعدوهم العام في الصراع العالمي.
- يقولون: لا بد أن نتبع كل الوسائل التي تتولى نقل أموال الأمميين من خزائنهم إلى صناديقنا.
- يقولون: سنعمل على إنشاء مجتمعات مجردة من الإنسانية والأخلاق، متحجرة المشاعر، ناقمة أشد النقمة على الدين والسياسة، ليصبح رجاؤها الوحيد تحقيق الملاذ المادية، وحينئذ يصبحون عاجزين عن أي مقاومة، فيقعون تحت أيدينا صاغرين.
- يقولون: سنقبض بأيدينا على كل مقاليد القوى، ونسيطر على جميع الوظائف، وتكون السياسة بأيدي رعايانا، وبذلك نستطيع في كل وقت بقوتنا محو كل معارضة مع أصحابها من الأمميين.
- يقولون: لقد بثثنا بذور الشقاق في كل مكان، بحيث لا يمكن اجتثاثه، وأوجدنا التنافر بين مصالح الأمميين المادية والقومية، وأشعلنا نار النعرات الدينية والعنصرية في مجتمعاتهم، ولم ننفك عن بذل جهودنا في إشعالها منذ (٢٠) قرناً، ولذلك من المستحيل على أي حكومة أن تجد عوناً من أخرى لضربنا، وأن الدول لن تقدم على إبرام أي اتفاق مهما كان ضئيلاً دون موافقتنا؛ لأن محرك الدول في قبضتنا.
- يقولون: لقد هيَّأنا الله لحكم العالم، وزوَّدنا بخصائص ومميزات لا توجد عند الأمميين، ولو كان في صفوفهم عباقرة لاستطاعوا مقاومتنا.
- يقولون: لا بد من الانتفاع بالعواطف المتأججة لخدمة أغراضنا عوض إخمادها، ولا بد من الاستيلاء على أفكار الآخرين وترجمتها بما يتفق مع مصالحنا بدل قتلها.
- يقولون: سنولي عناية كبرى بالرأي العام إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم، ونشغله حتى نجعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة، ونجعله غير قادر على التمييز بين الوعود الممكن إنجازها والوعود الكاذبة، فلا بد أن نكوِّن هيئات يشتغل أعضاؤها بإلقاء الخطب الرنانة التي تغدق الوعود، ولا بد أن نبثَّ في الشعوب فكرة عدم فهمهم للسياسة، وخير لهم أن يدعوها لأهلها.
- يقولون: سنكثر من إشاعة المتناقضات، ونلهب الشهوات، ونؤجج العواطف.
- يقولون: سننشئ (إدارة الحكومة العليا) ذات الأيدي الكثيرة الممتدة إلى كل أقطار الأرض، والتي يخضع لها كل الحكام.
- يقولون: يجب أن نسيطر على الصناعة والتجارة، ونعوِّد الناس على البذخ والترف والانحلال، ونعمل على رفع الأجور وتيسير القروض ومضاعفة فوائدها، عند ذلك سيخر الأمميون ساجدين بين أيدينا.
- يقولون: في الرسميات يجب علينا أن نتظاهر بنقيض ما نضمر، فنستنكر الظلم، وننادي بالحريات، ونندد بالطغيان.
- يقولون: إن الصحافة جميعها بأيدينا إلا صحفاً قليلة غير محتفل بها، وسنستعملها لبث الشائعات حتى تصبح حقائق، وسنشغل بها الأمميين عما ينفعهم، ونجعلهم يجرون وراء الشهوة والمتعة.
- يقولون: الحكام أعجز من أن يعصوا أوامرنا؛ لأنهم يدركون أن السجن أو الاختفاء من الوجود مصير المتمرد منهم، فيكونوا طاعة لنا وأشد حرصاً ورعاية لمصالحنا.
- يقولون: سنعمل على ألا يكشف مخططنا قبل وقته، ولا نهدم قوة الأمميين قبل الأوان.
- يقولون: نحن الذين وضعنا طريقة التصويت ونظام الأغلبية المطلقة؛ ليصل إلى الحكم كل من نريد بعد أن نكون قد هيأنا الرأي العام للتصويت عليهم.
- يقولون: سنفكك الأسرة، وننفخ روح الذاتية في كل فرد ليتمرد، ونحول دون وصول ذوي الامتياز إلى الرتب العالية.