للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث العشرون: القبالة Kabbale؛ الكابالا:

فرقة أو مذهب يهودي أساسه الأفكار التلمودية، حيث اعتمدوا لفهمها تفسيرات باطنية، وقد سميت أول أمرها: الحكمة المستوردة، ومن ثم بات اسمها القبالة؛ والكلمة من أصل آرامي ومعناها القبول أو تلقي الرواية الشفهية.

والشخصيات التي تعود نشأة القبالة إليها: سمعان بن يوشاي من القرن الثاني الميلادي، وقد اختفى عن الأنظار مدة في مغارة ومن ثم خرج عليهم ليقول: إن أسراراً قد كشفت له، وأنه قد حصَّل شكلاً من الكشف أو الإلهام.

تأثرت القبالة بفلسفات هندية وفارسية ويونانية إشراقية، كما أنها أخذت بفكرة الانتظار. وفكرة القبالة شقت طريقها فعلياً بين يهود بدءاً من القرن الثالث عشر الميلادي، وقد ظهرت مجموعة نصوص عندهم جمعوها في كتاب أو سفر سموه: زوهار. والزوهار كلمة آرامية معناها النور أو الضياء، وقد دون الزوهار بالآرامية موسى اللبوني (١٢٥٠م – ١٣٠٥م) في إسبانيا، إلا أن قسماً كبيراً من هذه النصوص تعود إلى القرن الثاني الميلادي مع سمعان بن يوشاي.

كل كلمة في الزوهار وكل حرف يحمل، باعتقاد القباليين، معنى باطنياً لا يعرفه سوى حاخاماتهم، ولهذا جعلوا من القبالة حركة باطنية سرية. وللسحر مكانة أساسية عندهم، وما ذلك إلا لاعتقاد أتباع القبالة أن السحر منزل من الخالق عن طريق الأنبياء الذين نقلوه إلى الحكماء، وهذا طرح غريب ومستغرب.

والقباليون يعتمدون التأمل الذي يقود صاحبه إلى أن يصبح منيراً، وقد اعتمدوا نصاً من سفر دانيال فيه: (وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، بعضهم للحياة الأبدية وبعضهم للعار والرذل الأبدي، ويضيء العقلاء كضياء الجلد، والذين جعلوا كثيرين أبراراً كالكواكب إلى الدهر والأبد). إن القبالة لا تزال منتشرة بين اليهود إلى اليوم.

المصدر:موسوعة الأديان الميسرة – ص ٤٠٢

<<  <  ج: ص:  >  >>