[المطلب الثالث: الأفكار والمعتقدات:]
لا يؤمن أفراد هذه النحلة بالله سبحانه وتعالى، ولا يعرفون إلا المهاريشي إلهاً وسيداً للعالم.
لا يؤمنون بدين من الأديان السماوية، ويكفرون بجميع العقائد والمذاهب، ولا يعرفون التزاماً بعقيدة إلا بالمهاريشية التي تمنحهم الطاقة الروحية - على حدِّ زعمهم - وهم يرددون: لا رب .. لا دين.
لا يؤمنون بشيء اسمه الآخرة أو الجنة أو النار أو الحساب .. ولا يهمهم أن يعرفوا مصيرهم بعد الموت؛ لأنهم يقفون عند حدود متع الحياة الدنيا لا غير.
حقيقتهم الإلحاد، لكنهم يظهرون للناس أهدافاً براقة؛ لتكون ستاراً يخفون بها تلك الحقيقة. فمن ذلك أنهم يدعون إلى التحالف من أجل المعرفة أو علم الذكاء الخلاق، ويفسرون ذلك على النحو التالي:
علم: من حيث دعوتهم إلى البحث المنهجي التجريبي.
الذكاء: من حيث الصفة الأساسية للوجود، متمثلاً في هدف ونظام للتغيير.
الخلاق: من حيث الوسائل القوية القادرة على إحداث التغييرات في كل زمان ومكان.
وهم يصلون إلى ذلك عن طريق (التأمل التجاوزي) الذي يأخذ بأيديهم - كما يعتقدون- إلى إدراك غير محدود.
(التأملات التجاوزية) تتحقق عن طريق الاسترخاء، وإطلاق عنان الفكر والضمير والوجدان حتى يشعر الإنسان منهم براحة عميقة تنساب داخله، ويستمرُّ في حالته الصامتة تلك حتى يجد حلاًّ للعقبات والمشكلات التي تعترض طريقه، وليحقق بذلك السعادة المنشودة.
يخضع المنتسب للتدريب على هذه التأملات التصاعدية خلال أربع جلسات موزعاً على أربعة أيام، وكل جلسة مدتها نصف ساعة.
ينطلق الشخص بعد ذلك ليمارس تأملاته بمفرده، على أن لا تقل كل جلسة عن عشرين دقيقة صباحاً، ومثلها مساءً كل يوم وبانتظام.
من الممكن أن يقوموا بذلك بشكل جماعي، ومن الممكن أن يقوم به عمال في مصنع رغبةً في تجاوز إرهاقات العمل وزيادة الإنتاج.
يحيطون تأملاتهم بجوٍّ من الطقوس الكهنوتية مما يجعلها جذَّابة للشباب الغربي الغارق في المادة، والذي يبحث عما يلبي له أشواقه الروحية.
ينطلقون في الشوارع يقرعون الطبول، وينشدون، دون إحساس بشيء اسمه الخجل أو العيب أو القيم، ويرسلون شعورهم ولحاهم، ولعلَّ بعضهم يكون حليق الرأس على نحو شاذ، وهيئتهم رثة، كل ذلك جذباً للأنظار، وتعبيراً عن تحللهم من كل القيود.
استعاض المهاريشية عن النبوة والوحي بتأملاتهم الذاتية، واستعاضوا عن الله بالراحة النفسية التي يجدونها، وبذلك أسقطوا عن اعتبارهم مدلولات النبوة والوحي والألوهية.
يطلقون العنان لشبابهم وشاباتهم لممارسة كل أنواع الميول الجنسية الشاذة والمنحرفة؛ إذ إن ذلك- كما يعتقدون - يحقق لهم أعلى مستوى من السعادة. وقد وجد بينهم ما يسمى بالبانكرز، وما يسمى بالجنس الثالث.
يدعون شبابهم إلى عدم العمل، وإلى ترك الدراسة، وإلى التخلي عن الارتباط بأرض أو وطن، فلا يوجد لديهم إلا عقيدة المهاريشي، فهي العمل وهي الدراسة وهي الأرض وهي الوطن.
عدم إلزام النفس بأي قيد يحول بينها وبين ممارسة نوازعها الحيوانية الطبيعية.
يحثون شبابهم على استخدام المخدرات كالماريجوانا والأفيون حتى تنطلق نفوسهم من عقالها سابحة في بحر من السعادة الموهومة.
يلزمون أتباعهم بالطاعة العمياء للمهاريشي، وعدم الخضوع إلا له؛ إذ إنه هو الوحيد الذي يمكنه أن يفعل أي شيء.
يلخِّصون أهدافهم ومجالات عملهم بسبع نقاط براقة، تضفي على حركتهم جوًّا من الروح العلمية الإنسانية العالمية، وهي أهداف لا يكاد يكون لها وجود في أرض الواقع وهي:
١ - تطوير كل إمكانات الفرد.
٢ - تحسين الإنجازات الحكومية.
٣ - تحقيق أعلى مستوى تعليمي.
٤ - التخلص من كل المشكلات القديمة للجريمة والشر، ومن كل سلوك يؤدي إلى تعاسة الإنسانية.
٥ - زيادة الاستغلال الذكي للبيئة.
٦ - تحقيق الطموحات الاقتصادية للفرد والمجتمع.
٧ - إحراز هدف روحي للإنسانية.
أما وسائلهم المعتمدة لتحقيق هذه الأفكار فهي:
١ - افتتاح الجامعات في الأرياف والمدن.
٢ - نشر دراسات عن علم الذكاء الخلاق، والدعوة إلى تطبيقها على المستوى الفردي والحكومي والتعليمي والاجتماعي، وفي مختلف البيئات.