[المطلب الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:]
- كونفوشيوس:
- يعتبر كونفوشيوس المؤسس الحقيقي لهذه العقيدة الصينية.
- ولد سنة (٥٥١) ق. م في مدينة تسو Tsou وهي إحدى مدن مقاطعة لو Lu.
- اسمه كونج Kung وهو اسم القبيلة التي ينتمي إليها، وفوتس Futze معناه الرئيس أو الفيلسوف، فهو بذلك رئيس كونج أو فيلسوفها.
- ينتسب إلى أسرة عريقة، فجدُّه كان والياً على تلك الولاية، ووالده كان ضابطاً حربيًّا ممتازاً، وكان هو ثمرة لزواج غير شرعي، توفِّي والده، وله من العمر ثلاث سنوات.
- عاش يتيماً، فعمل في الرعي، وتزوَّج في مقتبل عمره قبل العشرين، ورُزق بولد وبنت، لكنه فارق زوجته بعد سنتين من الزواج؛ لعدم استطاعتها تحمُّل دقته الشديدة في المأكل والملبس والمشرب.
- تلقَّى علومه الفلسفية على يدي أستاذه الفيلسوف لوتس Laotse صاحب النحلة الطاوية، حيث كان يدعو إلى القناعة والتسامح المطلق، ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعياً إلى مقابلة السيئة بمثلها، وذلك إحقاقاً للعدل.
- عندما بلغ الثانية والعشرين من عمره أنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة، تكاثر تلاميذه حتى بلغوا ثلاثة آلاف تلميذ، بينهم حوالي ثمانين شخصاً عليهم أمارات.
- تنقَّل في عدد من الوظائف فقد عمل مستشاراً للأمراء والولاة، وعيِّن قاضياً وحاكماً، ووزيراً للعمل، ووزيراً للعدل ورئيساً للوزراء في سنة (٤٩٦) ق. م, حيث أقدم حينها على إعدام بعض الوزراء السابقين وعدداً من رجال السياسة وأصحاب الشغب، حتى صارت مقاطعة لو نموذجية في تطبيق الآراء والمبادئ الفلسفية المثالية التي ينادي بها.
- رحل بعد ذلك، وتنقَّل بين كثير من البلدان ينصح الحكام ويرشدهم، ويتصل بالناس يبثُّ بينهم تعاليمه حاثًّا لهم على الأخلاق القويمة.
- أخيراً عاد إلى مقاطعة لو فتفرَّغ لتدريس أصدقائه ومحبيه، منكبًّا على كتب الأقدمين يلخِّصها، ويرتِّبها، ويضمِّنها بعض أفكاره، وحدث أن مات وحيده الذي بلغ الخمسين من عمره، وفقد كذلك تلميذه المحبَّب إليه هووي، فبكى عليه بكاءً مرًّا.
- مات في سنة (٤٧٩) ق. م, بعد أن ترك مذهباً رسميًّا وشعبيًّا استمرَّ حتى منتصف القرن العشرين الحالي.
- صفاته الشخصية:
- دمث، مرح، مؤدَّب، يحبُّ النكتة، يتأثر لبكاء الآخرين، يبدو قاسياً وغليظاً في بعض الأحيان، طويل، دقيق في المأكل والملبس والمشرب، مولع بالقراءة والبحث والتعلم والتعليم والمعرفة والآداب.
- مغرم بالبحث عن منصب سياسي بغية تطبيق مبادئه السياسية والأخلاقية؛ لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها.
- خطيب بارع، ومتكلِّم مفوَّه، لا يميل إلى الثرثرة، وعباراته موجزة تجري مجرى الأمثال القصيرة والحكم البليغة.
- لديه شعور ديني، يحترم الآلهة التي كانت معبودة في زمانه، ويداوم على تأدية الشعائر الدينية، يتوجَّه في عباداته إلى الإِله الأعظم أو إله السماء، يصلي صامتاً، ويكره أن يرجو الإله النعمة أو الغفران؛ إذ إن الصلاة لديه ليست إلا وسيلة لتنظيم سلوك الأفراد، والدِّين - في نظره - أداة لتحقيق التآلف بين الناس.
- كان يغني، وينشد، ويعزف الموسيقى، وقد ترك كتاب الأغاني Book of Songs كما أنه كان مغرماً بالحفلات والطقوس، إلى جانب اهتمامه بالرماية وقيادة العربات والقراءة والرياضة (الحساب) ودراسة التاريخ.
- انقسمت الكونفوشيوسية إلى اتجاهين:
- مذهب متشدد حرفي، ويمثله منسيوس إذ يدعو إلى الاحتفاظ بحرفية آراء كونفوشيوس وتطبيقها بكل دقة، ومنسيوس هذا تلميذ روحي لكونفوشيوس؛ إذ إنه لم يتلقَّ علومه مباشرة عنه، بل إنه أخذها عن حفيده وهو Tsesze الذي قام بتأليف كتاب الانسجام المركزي Central Harmony.