[الفرع الثالث: أئمة السيخ وخلفاؤهم:]
خلف نانك خلفاء وأئمة للسيخ، وعددهم تسعة، وهم:
١ - الإمام الثاني للسيخ (خليفة نانك) (أنغد) (١٥٠٤ - ١٥٥٢) م:
ولد (أنغد) في زمن الملك (إسكندر اللودي) في فيروز فور عام (١٥٠٤) م، وخلف (نانك) بعد وفاته، وعمره يومئذ خمسة وثلاثون عاماً.
٢ - الإمام الثالث (أمرداس) (١٤٧٩ - ١٥٧٤) م:
وهو الذي نجح في إدخال كثير من التعاليم السيخية الجديدة التي تميزهم عن الهندوس، فمهدت تلك التعاليم بعد ذلك للفصل بين العقيدتين، وكسر جسور الانتساب لهم، فأقام طقوساً خاصة بالمواليد والوفيات تختلف عن طقوس الهندوس.
كذلك أبطل عزلة المرأة، ودافع عن الزواج بواحدة، وشجَّع الاتصالات بين الطبقات، وزواج الأرامل من النساء.
كما منع بشدة ممارسة عادة الساتي ( sait) أو حرق النساء الأرامل بعد موت أزواجهن.
٣ - ثم خلف (أنغد) (رام داس) (١٥٣٤ - ١٥٨١) م: في عهد الإمبراطور (همايون).
٤ - الخليفة الخامس (أرجون) (١٥٦٣ - ١٦٠٦) م:
أنجب (رام داس) ثلاثة من البنين، واستخلف على سرير الخلافة أصغر أبنائه (أرجن).
ولد أرجن في زمن الإمبراطور المغولي (أكبر) في عام (١٥٧٣) م في مدينة (غوبندال)، وكرَّس جهوده بعد الاستخلاف لتجميع صفوف السيخ وتوحيدها، ودخل في عهده آلاف الناس في الديانة السيخية.
٥ - الخليفة السادس (هرغوبند) (١٥٩٥ - ١٦٤٤) م:
وظهر أمام الدنيا كملك لا كناسك، وجعل في حقويه سيفين.
٦ - الخليفة السابع (هر راي) (١٦٣٠ - ١٦٦١) م:
نصب (هرغوبند) حفيده (هر راي) خليفة له، ولم يحصل في زمانه كبير شيء، وتوفي وهو ابن إحدى وثلاثين سنة.
٧ - الخليفة الثامن (هر راي كرشن) (١٦٥٦ - ١٦٦٤) م:
ثم جلس على سرير الخليفة ابن (هر راي)، (هر كرشن).
٨ - الخليفة التاسع (تيغ بهارد) (١٦٢١ - ١٦٧٥) م:
ثم جلس على سرير الملك (تيغ بهارد) أصغر أولاد (هاري غوبند) (الخليفة السادس).
٩ - الخليفة العاشر والأخير (غوبند) (١٦٦٦ - ١٧٠٨) م:
ولما قُتل (تنغ بهادر) خلفه ابنه (غوبند) وهذا الخليفة كان من أشجع خلفاء السيخ، وأخبرهم بأمور الحرب، وهو الذي صرف همَّه كله لتوحيد صفوف السيخ، وبثَّ فيهم روح العداء للمسلمين، وفتح الباب لجميع من أراد الدخول في الديانة السيخية، ولم يفرِّق بين الطبقات، فدخل الناس في دينه أفواجا.
ثم جعل لقومه زيًّا خاصاً يتميزون به عن الآخرين، وأوجب على كلِّ سيخي أن يتخذ لديه قطعة من الحديد؛ وذلك دليلاً على شجاعته وصلابته، وألا يحلق شيئاً من شعر جلده، وأن يكون عنده مشاطة، وأوجب تعظيم البقرة، ورفع القيود عن المأكل والمشرب حتى أباح الخمر، وأوجبَ على كلِّ سيخي إذا قابل أخاه أن يقول: -بول واه غرو جي كا خالصة- ومعناها: لتحيا فكرة حرية الحرية - غوبند رائي، والآخر يرد: - سرى واه غرو جي كي فتح- ومعناها: يا للعظمة لفتوح الشيخ.
واتخذ مع اسمه لقب (سنغ) أي: الأسد، ثم أطلق هذا اللفظ على كل سيخي، فما منهم من أحد إلا وفي اسمه سنغ، وهو الذي لقَّب السيخ بـ: (الخالصة) أي: القوم الأحرار.
وهو الذي فصل الأمة السيخية عن الأمة الهندوسية فصلاً تامًّا.
وفي عهده أصبح السيخ أعدى أعداء المسلمين، وصاروا يسعون للانتقام منهم في كل فرصة سنحت لهم.
وقد نسجت حول شخصيته حكايات عجيبة غريبة تتحدث عن شجاعته وهمته، حتى أنه يقال: إنه قاتل الأعداء إلى أربعة عشر ميلاً في الميدان بعد أن فُصِل رأسُه عن جسده، والحاملُ إذا سمعت اسمه ألقت ما في بطنها. وغيرها من الحكايات.
فلا شك أنه وحَّد قومه وجمعهم على بغض المسلمين وكرههم، وجعل في قتال المسلمين مجداً وشرفاً، ولا يتخلفون عنه أبداً.