ويطلقها مؤرخو النصرانية على الفترة من تولِّي البابا جرجوري الأول عام ٥٩٠ م حتى تولِّي شارلمان الإمبراطورية (٨٠٠ - ٨٤٠) م حيث شهدت العديد من الصراعات والانشقاقات التي أدَّت إلى الانهيار السياسي والانحطاط العلمي والثقافي للنصرانية. وإن تميَّزت بقوة التبشير النصراني، بالإضافة إلى شروق شمس الإسلام من جبال فاران (بمكة المكرمة) عام (٦١٠) م, حتى عمَّت أشعتها نصف العالم، وأخضعت العديد من الممالك النصرانية في مصر وأفريقيا والأندلس وصقلية ودول الشام وإيران، ومن أبرز شخصيات هذا العصر:
- البابا جرجوري الأول (٥٩٠ – ٦٠٤) م: الذي يلقب بجريجوري العظيم؛ لاهتمامه البالغ بتطوير الكنيسة وإصلاحها، متأثراً بمبادئ وأصول الأديرة البندكتية التي نشأ فيها. بالإضافة إلى اهتمامه بالنواحي السياسية والإدارية، والدعوة للنصرانية حتى امتد نفوذ الكنيسة في عهده إلى أفريقيا وغاليا- فرنسا- ودخلت إسبانيا وإنجلترا في النصرانية بعد بعثة القديس أوغسطين عام (٥٩٧) م، وقد أصبحت الكنيسة في عهده أشبه بالحكومة المدنية العلمانية، وبذلك استطاع فرض سيادة البابوية على الأساقفة الشرقيين في النواحي القضائية بما فيهم بطريرك القسطنطينية، فحقق بذلك للبابوية قسطاً من السمو لم يسبق إليه مما كان لذلك الأثر البالغ في تذكية الصراع بين البابوية والإمبراطورية.